الاثنين، 25 أغسطس 2025


*** يا بحر. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** يا بحر. ***

بقلم الشاعر المتألق: محمد هالي 

*** يا بحر. ***

بقلم : محمد هالي

يا بحر..

أمامك اليوم كتبخر الرؤيا من العلو،

تشمرت في مكان ناء من الموعد،

عن تبخر الموقد

و ذكريات شي السردين على السطح،

 تُفرقنا مقهى،

و شارع يتيم على متم الصف

 كان قوس قزح يُشيدُ على غروب

 الشمس، يضيئ المجامر لهيبا،

على ترنم النوارس في الفضاء،

تتبدى سفن بعيدة،

تُضبب الرؤى على بسمات الموج،

و رائحة الفيض المتبخرة من نسيم

 السمك و بعض متسكعي الصيد،

قصبات تطارد الماء

 بين مد و جزر

فقراء يزحفون على المصب.. 

 بائعو السمك

و أصحاب لقمة عيش مضنية 

طهي يتيم قبالة الكورنيش..

و أنا و البحر

و شراع تخفت حينا 

تلج الشط حينا

و طير يسبح حينا

تتطاير تقلبات الأحوال

 على علو قابل للانبهار

كنتَ يا بحر ملاذي الأخير للبكاء

والصراخ ساعة الغضب

كنتَ للتأمل

 تقْبلني عاريا

يدثرني بياض الملح 

و دفئ الرمال المتبقية من صدفيات

 تعرية باهتة

الآن ختمت رحلتي من الرؤيا

من تطلع الأفق

من تبسم طحالب الشط

و غرور زوارق تائهة 

و ذكريات أخ

و خفوت الصوت

صعوده حين يشتد وهج الفيض

و رحلة أبدية بلا موعد..

أتذكر سفن كثيرة

و بحر صابر في نفس المكان 

أغاني مارسيلية ترتب المزاج

على نغم الرحيل  

أتشمر الآن جنب البحر

من زاوية الحنين

من تبختر الغربة

 و غدر السنين

من بقي؟

من غادر؟

فأنا باق على أشرطة الحضور

 و الغياب

و أنت الغائب الحاضر 

مهما طال

و يطول ترنح الريح

 و هدوء بعد كل عاصفة.. يا بحر..

ها أنا أترنم على موعد

و انتظار يساعدني على تقبل الشفق

و عمق اللقاء فيما هو آت

بقلم : محمد هالي

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق