السبت، 30 أغسطس 2025


( الأسود لا تنبح)

النادي الملكي للأدب والسلام 

( الأسود لا تنبح)

بقلم الشاعر المتألق: عبد الحليم الشنودي 

( الأسود لا تنبح)

-----------------------

طـلّ الـزمان على محيط ربـوعنا

فرأى على عـرض الرصيف  ذئابا

------------

هي والكـلاب تجـمّعـت في حيّنـا

وتـقاسمـونا   لُــقـمـة   وشـــرابــا

-----------

ورأى  بأوساط  المدينـة   زمــرةً

كانت على سَـعف  النخيـل  ذبابا

----------

تلهو    باجساد    الليوث    كأنها

أسْـدٌ  ترى صوتَ  النّباح    مُهابا

--------

باتت على عرش النجوم ولوّحت

للخـانعـين   فـغـلّـقـوا    الأبـوابـا

--------

لاذوا  بليـل ثم غـالــوا   صبحــه

واستأجروا بيت  الهوى  محـرابا

*******

يا مالك الحي استقل حتى ترى 

فالكلُّ   خلفك   يرتدون     نقابا

--------

أنظر بوجه الحي واذكر  حسنَه 

كل  الذى  باهى به -  قـد غــابَ

-------

من أدمنوا سبّ الأسود وعضِّها

كانـوا  كـلابـا   حينهــا   وذئــابا

-------

حكْمُ الزمان على أسود  زماننا

لمّا رعَوا  فوق  السطوح  كلابا

-------

والفاسـدون بحينا لـم  يعـنهـم

أن أصبحت كل النفوس خرابا

------

وغدت   ضمائرنا  تبوء   بإثمنا

مالم  نطل  منهم   يدا   ورقابا

-------

مادام فى الأرواق   متسع لهم

ما دام منا  من  غَـدَوا  جلـبابا

-------

فلحومنا ستظل  قوت  كلابهم

حتى   نغلِّق    دونهم     أبوابا 

-------

كل القلوب على صهيل خيولها

والقلب يعرف  ماصدا  أوطابَ

-------

عينُ الأسود وإن أُهينت لاترى

إلا   كلابا   قد  مولئت   وذئابا

-------

لحم الأسود وإن مُزّقت - زائرٌ

كيف الكلاب   تُغَرس   الأنيابا

------

لو هزَّ   ريحٌ   ذيلَ  ليثٍ   نائمٍ

فرّ  الكلابُ  كما   أتوا   أسرابا

------

تُعلي   الكلاب   نباحها   لكنـها

في الطّبع لن تستبدلَ الأصلابا

-------

تبقى الأسود مع الأنين غضافرا

ومع الزئير  تظل الكلاب  كلابا

-------------------------------

(عبد الحليم الشنودي)

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق