(أبدا٠٠لن يهون دمي)
النادي الملكي للأدب والسلام
(أبدا٠٠لن يهون دمي)
بقلم الشاعر المتألق: عبد الحليم الشنودي
(أبدا٠٠لن يهون دمي)
----------------------------
كلّ الجروح تجمّعت كبحيرةٍ
والموج نزفٌ من عقيمِ عقودي
عكَست على وجه الصباح مذلّتي
ألقت على الأسماع زيفَ وعودي
في قاعها رقَدَ المسافرُ في غدي
وعلى شواطئها تموت جنودي
ما عاد يجدي الآن جيشُ مناعتي
والسيلُ يجري عارما بحدودي
ليس السؤال: لم السيولُ تدفّقت؟
إنّ السؤال اليوم: أين سدودي؟
لبِناتُها وبُناتها في شطّها
والصوت يهدرُ من صدور جدودي
لا تتركوا سيلا يطاول رأسكم
لن يحتمله إذا طغى أخدودي
صخر الجبال على قواعد بعضه
إن ظلّ صلدا - لم يلن لرعودِ
مهما يكن في جملة الوحدات من
ضعف - سيقوى الكلّ بالمعقودِ
وإذا الصخور إلى السفوح تدحرجت
لن يحتدي الجلمودُ بالجلمودِ
لم نستمع لنصائحٍ قد سُجِّلت
في كلّ معهودٍ ولا معهودِ
*******
نحن الصخور أبَت ملاذ جبالها
إلا الجلوس بدرّة العنقودِ
فاستسلمت للسيل بعد سقوطها
وتنكرت من حينها لعهودي
أوَ قد جرى سيلٌ بغيرِ وهادهِ !
ما واردٌ إلا إلى مورودِ
حلم الملوك أضاعنا وأضاعهم
فالحلم مقصورٌ على المولودِ
كل الذي ترجو زهاء سيولها
ألا يُبيد فقد أوت لرقودِ
جبل العروبة لا يزال بصلبه
بعض الصخور تسلحت بصمودِ
تعصى على سيل يلاطم وجهها
من راغب في كسرها -وحسودِ
مصر التي قدحطّمت أحلامهم
ما هزّها متراجع بجحود
مصر التي من طورها قد جاءهم
كرمُ الإله برزقه الموعود
ما غرّها منهم نبوءة فريةٍ
أو راعها الموهومُ في التّلمودِ
شدّوا إلى وتدٍ لنا لم ينحنِ
كبرى الصخور أصولها بجدودي
------------------------------
بقلم : ( عبد الحليم الشنودي)
توثيق: وفاء بدارنة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق