الأربعاء، 27 أغسطس 2025


*** فِي مِحْرَابِ الْهَوَى. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** فِي مِحْرَابِ الْهَوَى. ***

بقلم الشاعر المتألق: د.صدام محمد  بيرق 

*** فِي مِحْرَابِ الْهَوَى. ***

 ــــــــــــــــــــــــــــــ 

كُلَّ يَوْمٍ أَفْتَشُ فِي دَفَاتِرِ قَلْبِي ،

 عَلَّنِي أَجِدُ رِيحَ اشتياقك ، 

يَتَنَاثَرُ مِنْ بَيْنِ أَوْرَاقِهِ ، كقطرات المطر،

بكل حَواسّي أَنْتظُرُك كُلَّ يَوْمٍ ، 

كَمَا أَنْتظُرُ وَقْتَ دُخُولِ الصَّلَاةِ كَيْ أَتَعَبَّدَ فِي مِحْرَابِ حُبِّك ، 

تَأْخُذُنِي الْحَيَاةُ بَعِيدًا عَنْ سَمَاءِ وِجْدَانِك ، 

وَتَرْحلُ بِي بَعِيدًا عَنْ أَرْضِ أَزْهَارِك وَرَيَاحِينِ وَرْدِك ، 

وَكُلَّمَا أَجْلِسُ عَلَى أَرْصِفَةِ الْوَقْتِ ، 

أَشْدُو بِأَلْحَانٍ مِنْ نَغَمَاتِ طَيْفِك ،

 يُذَكِّرُنِي الزَّمَانُ بِك بَيْنَ الْفِينَةِ وَالْآخْرَى، 

حَتَّى فِي غَسَقِ اللَّيَالِي، 

أُمْعِنُ النَّظَرَ وَأَسْتَذْكِرُ ظِلَّك الَّذِي يُمِدُّنِي صَلَابَةً وَبَأْسًا ، 

كَيْ أَنْأَلَ مِنْهُ مَشْعَلًا وَقَبْسًا لِلْحُبِّ الَّذِي تَغَلْغَلَ فِي حَنَايَا الْفُؤَادِ ، 

وَكُلَّمَا أَرَى الْقَمَرَ وَكَأَنَّهُ يَبْدُو شَاحِبًا مِنْ أَمَلِ الشَّوْقِ إِلَيْك ، 

وَفَجْأَةً يَهْدِينِي إِلَيْك، 

وَرَيْثَمَا يُسَاوِرُنِي مِنْ أَشِعَّتِهِ الْبَاهِتَةِ ،

 بِأَنَّ هُنَاكَ انْفِرَاجَةً وَشِيكَةً بَعْدَ طُولِ انْتِظَارٍ ، 

وَكُلَّمَا أَتَمَنَّاهُ فِي هَذِهِ الْبَسِيطَةِ أَنْ تَنْتَشِلَنِي يَدُك يَوْمًا مَا مِنْ بَحْرِ حُبِّك والذي قد يبدو مُتَلَاطِم الْأَمْوَاجِ ، 

وَأَسْمَعُ هَمْسَ نَبَضَاتِ قَلْبِك آتِيَةً لِكَيْ تَطْرُقَ بَابَ قَلْبِي لِتَعُودَ إِلَيْهِ الْحَيَاةُ ،

 وَيُشْرِق بِنُورِ حُبِّك ، بَعْدَمَا هَامَ فِي وَصَالِك تِلْكَ السِّنِينَ الْعَتِيقَةَ ،

 وَكُلَّمَا مَرَّ طَيْفُك بِخَاطِرِي ، رَسَمْتُ لِحُبِّنَا سَفِينَةً تُبْحِرُ بِقَلْبَيْنَا إِلَى شَاطِئِ الْخُلُودِ ،

وإلى الْحَيَاةِ السَّرْمَدِيَّةِ خَلْفَ تِلْكَ التِّلَالِ النَّدِيَّةِ ، 

وَأَحْيَانًا أَرْسُمُك فِي خَيَالِي وَكَأَنَّك آتِيَةٌ مِنْ طُرُقِ الْعَوْدَةِ، 

إِلَى شِعَابِ تِلْكَ الْأَوْدِيَةِ الَّتِي تَضُمُّنَا فِيهَا جَدَاوِلُ رَقْرَاقَةٌ ، 

يَنْسَابُ مِنْهَا لَوْعَةُ الْمُشْتَاقِ بِصَوْتِ خَرِيرِ الْمِيَاهِ الْمُتَدَفِّقَةِ ، 

وَتَكْسُونَا غَمَامَةٌ قَدْ مَدَّتْ أَجْنِحَتَهَا ،

 لِتَحْتَوِيَ الْمَكَانَ وَتَغَارَ عَلَيْنَا مِنْ لَسْعَةِ الشَّمْسِ الْحَارِقَةِ ، 

وَكَأَنَّهَا رَبِيعُ يَوْمٍ مَاطِرٍ بِشَذَرَاتِ الْحُبِّ الْمُنْهَمِرَةِ عَلَى قُلُوبِ الْعَاشِقِينَ ، 

لِتَرْوِيَ بِهَا ضَمَأَ تِلْكَ السِّنِينَ الْقَاحِلَةِ ،

 وَأَرَى نَفْسِي أُهَيِّئُ لَكِ كُرْسِيًّا فِي مَقْهَى ذَاكِرَةِ الْعِشْقِ ، 

وَكَأَنِّي أَلْمَسُ يَدَك فِي خَوَاءِ الْهَوَاءِ الْعَلِيلِ . 

مِهْجَتِي وَرُوحِي بَاتَتْ تَسْكُنُ الْمَسَافَاتِ بَيْنَ خُطُوَاتِك الْبَرِيئَةِ ،

 تَبْحَثُ عَنْ طَرِيقٍ يُوَصِّلُك إِلَى فَضَاءِ الرُّوحِ الرَّحْبِ ، 

فَهَا أَنَا ذَا أَزْرَعُ وَرْدَ الِانْتِظَارِ عَلَى عَتَبَاتِ حُبِّك ،

 وَأَهْمِسُ فِي الْقَلْبِ هَا قَدْ حَانَ اللِّقَاءُ ،

 وَلَمْ يَعُدْ فِي حُبِّنَا طُولُ انْتِظَارٍ .... 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بِقَلَمِ د. صدام محمد بيرق 

الْيَمَن ــ ٢٠٢٥/٨/٢٧ م

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق