*** فِي مِحْرَابِ الْهَوَى. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** فِي مِحْرَابِ الْهَوَى. ***
بقلم الشاعر المتألق: د.صدام محمد بيرق
*** فِي مِحْرَابِ الْهَوَى. ***
ــــــــــــــــــــــــــــــ
كُلَّ يَوْمٍ أَفْتَشُ فِي دَفَاتِرِ قَلْبِي ،
عَلَّنِي أَجِدُ رِيحَ اشتياقك ،
يَتَنَاثَرُ مِنْ بَيْنِ أَوْرَاقِهِ ، كقطرات المطر،
بكل حَواسّي أَنْتظُرُك كُلَّ يَوْمٍ ،
كَمَا أَنْتظُرُ وَقْتَ دُخُولِ الصَّلَاةِ كَيْ أَتَعَبَّدَ فِي مِحْرَابِ حُبِّك ،
تَأْخُذُنِي الْحَيَاةُ بَعِيدًا عَنْ سَمَاءِ وِجْدَانِك ،
وَتَرْحلُ بِي بَعِيدًا عَنْ أَرْضِ أَزْهَارِك وَرَيَاحِينِ وَرْدِك ،
وَكُلَّمَا أَجْلِسُ عَلَى أَرْصِفَةِ الْوَقْتِ ،
أَشْدُو بِأَلْحَانٍ مِنْ نَغَمَاتِ طَيْفِك ،
يُذَكِّرُنِي الزَّمَانُ بِك بَيْنَ الْفِينَةِ وَالْآخْرَى،
حَتَّى فِي غَسَقِ اللَّيَالِي،
أُمْعِنُ النَّظَرَ وَأَسْتَذْكِرُ ظِلَّك الَّذِي يُمِدُّنِي صَلَابَةً وَبَأْسًا ،
كَيْ أَنْأَلَ مِنْهُ مَشْعَلًا وَقَبْسًا لِلْحُبِّ الَّذِي تَغَلْغَلَ فِي حَنَايَا الْفُؤَادِ ،
وَكُلَّمَا أَرَى الْقَمَرَ وَكَأَنَّهُ يَبْدُو شَاحِبًا مِنْ أَمَلِ الشَّوْقِ إِلَيْك ،
وَفَجْأَةً يَهْدِينِي إِلَيْك،
وَرَيْثَمَا يُسَاوِرُنِي مِنْ أَشِعَّتِهِ الْبَاهِتَةِ ،
بِأَنَّ هُنَاكَ انْفِرَاجَةً وَشِيكَةً بَعْدَ طُولِ انْتِظَارٍ ،
وَكُلَّمَا أَتَمَنَّاهُ فِي هَذِهِ الْبَسِيطَةِ أَنْ تَنْتَشِلَنِي يَدُك يَوْمًا مَا مِنْ بَحْرِ حُبِّك والذي قد يبدو مُتَلَاطِم الْأَمْوَاجِ ،
وَأَسْمَعُ هَمْسَ نَبَضَاتِ قَلْبِك آتِيَةً لِكَيْ تَطْرُقَ بَابَ قَلْبِي لِتَعُودَ إِلَيْهِ الْحَيَاةُ ،
وَيُشْرِق بِنُورِ حُبِّك ، بَعْدَمَا هَامَ فِي وَصَالِك تِلْكَ السِّنِينَ الْعَتِيقَةَ ،
وَكُلَّمَا مَرَّ طَيْفُك بِخَاطِرِي ، رَسَمْتُ لِحُبِّنَا سَفِينَةً تُبْحِرُ بِقَلْبَيْنَا إِلَى شَاطِئِ الْخُلُودِ ،
وإلى الْحَيَاةِ السَّرْمَدِيَّةِ خَلْفَ تِلْكَ التِّلَالِ النَّدِيَّةِ ،
وَأَحْيَانًا أَرْسُمُك فِي خَيَالِي وَكَأَنَّك آتِيَةٌ مِنْ طُرُقِ الْعَوْدَةِ،
إِلَى شِعَابِ تِلْكَ الْأَوْدِيَةِ الَّتِي تَضُمُّنَا فِيهَا جَدَاوِلُ رَقْرَاقَةٌ ،
يَنْسَابُ مِنْهَا لَوْعَةُ الْمُشْتَاقِ بِصَوْتِ خَرِيرِ الْمِيَاهِ الْمُتَدَفِّقَةِ ،
وَتَكْسُونَا غَمَامَةٌ قَدْ مَدَّتْ أَجْنِحَتَهَا ،
لِتَحْتَوِيَ الْمَكَانَ وَتَغَارَ عَلَيْنَا مِنْ لَسْعَةِ الشَّمْسِ الْحَارِقَةِ ،
وَكَأَنَّهَا رَبِيعُ يَوْمٍ مَاطِرٍ بِشَذَرَاتِ الْحُبِّ الْمُنْهَمِرَةِ عَلَى قُلُوبِ الْعَاشِقِينَ ،
لِتَرْوِيَ بِهَا ضَمَأَ تِلْكَ السِّنِينَ الْقَاحِلَةِ ،
وَأَرَى نَفْسِي أُهَيِّئُ لَكِ كُرْسِيًّا فِي مَقْهَى ذَاكِرَةِ الْعِشْقِ ،
وَكَأَنِّي أَلْمَسُ يَدَك فِي خَوَاءِ الْهَوَاءِ الْعَلِيلِ .
مِهْجَتِي وَرُوحِي بَاتَتْ تَسْكُنُ الْمَسَافَاتِ بَيْنَ خُطُوَاتِك الْبَرِيئَةِ ،
تَبْحَثُ عَنْ طَرِيقٍ يُوَصِّلُك إِلَى فَضَاءِ الرُّوحِ الرَّحْبِ ،
فَهَا أَنَا ذَا أَزْرَعُ وَرْدَ الِانْتِظَارِ عَلَى عَتَبَاتِ حُبِّك ،
وَأَهْمِسُ فِي الْقَلْبِ هَا قَدْ حَانَ اللِّقَاءُ ،
وَلَمْ يَعُدْ فِي حُبِّنَا طُولُ انْتِظَارٍ ....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بِقَلَمِ د. صدام محمد بيرق
الْيَمَن ــ ٢٠٢٥/٨/٢٧ م
توثيق: وفاء بدارنة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق