💮 الجرح الذي لا يُهزم 💮
النادي الملكي للأدب والسلام
💮 الجرح الذي لا يُهزم 💮
بقلم الشاعر المتألق: وسام طيارة السوري
سلسلة #فيروس_السعادة – جزء 4
💮 الجرح الذي لا يُهزم 💮
هؤلاء الذين ظننتهم انتهوا.. لم ينتهوا.
كل كسرٍ في حياتهم كان سطراً جديداً في كتاب النجاة.
كل سقوطٍ كان سلماً خفياً نحو مكان أعلى.
لقد تعلموا أن الدموع ليست ضعفاً،
بل ماءٌ يسقي بذوراً في أرواحهم.
وأن الخيبات ليست نهايات لسعادتهم،
بل نوافذ سرية تفتح على احتمالات لم يتخيلوها.
أرأيتهم وهم يبتسمون بعد موت الأحلام؟
إنهم لا يبتسمون لأنهم انتصروا،
بل لأنهم وجدوا معنى أعمق من الانتصار.
فقد اكتشفوا أن الجرح لا يُهزم،
بل يتحول إلى درع وحكمة،
إلى موسيقى داخلية تعزف في العتمة.
هؤلاء الناس صاروا..
يشبهون الضوء أكثر مما يشبهون ماضيهم.
صاروا أنقى من الألم الذي حاول قتلهم،
وأقوى من الأمل الذي حاول الهرب منهم.
إنهم الدليل الحي على أن القلب حين ينكسر ألف مرة،
يخرج منه في المرة الألف وواحد نورٌ لا ينكسر أبداً.
واقفون.. لا يتأفأفون
شامخون.. لا ينحنون
يشبهون جذور الأشجار التي مهما عصفت بها الرياح،
تزداد تمسكاً بالأرض.
يشبهون الجبال التي تنهشها الصواعق،
لكنها تظل شاهقة في كبريائها.
يشبهون الأمهات اللواتي بكين في صمتٍ حتى جف الدمع، ثم قمن في الصباح ليصنعن الحياة من جديد.
هؤلاء لا يستسلمون..
لأن كل كسرة فيهم تحولت إلى درس،
وكل جرح غدى نافذةً يطل منها نور.
هؤلاء لا ينهارون..
لأنهم جربوا الهزيمة حتى صارت صديقة،
ثم علموا أن الوقوف بعد السقوط هو المعنى الحقيقي للخلود.
هناك قلوب، يا سادة، لا تُقاس بعمق جراحها،
بل بقدرتها على تحويل الجرح إلى ولادة جديدة.
فليس العظيم من لم يسقط،
بل من جعل سقوطه سُلماً إلى سماء جديدة.
بقلم : وسام طيارة
توثيق: وفاء بدارنة


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق