الجمعة، 29 أغسطس 2025


***  سراب مميت. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** سراب مميت. ***

بقلم الكاتب المتألق: ماهر اللطيف 

***  سراب مميت. ***

بقلم: ماهر اللطيف

جمال إنسان حسن الخلق، متواضع، ناجح في عمله، متزوج من هاجر زميلته في القناة الوطنية منذ أكثر من عقد. ترافقه ليلًا ونهارًا، وهو أب محب لابنتيه سوزان (11 عامًا) وليان (9 أعوام)، يرعى أسرته ويحميها بخبرته وحنكته وقوته.


غير أنّ لقاؤه بنجاة، الشابة العشرينية الجميلة صانعة المحتوى، قلب حياته رأسًا على عقب. استضافها في برنامجه المباشر "ضحك من الأعماق"، فأُعجب بها وأُعجبت به. تبادلا الأرقام، وبدأت علاقة صداقة تطورت سريعًا إلى عشق أعمى أطفأ محبته لزوجته وأطفاله.


ورغم محاولات هاجر وأهلها وزملائه ثنيه عن هذا الطريق، ظل يلهث وراء سراب نجاة. استدرجته بوعود الزواج، طلبت المال مرارًا، باع ممتلكاته لأجلها، جهّز لها جواز السفر وتذكرة الرحيل إلى كندا. لكنها هناك أغلقت كل الأبواب في وجهه وتنصلت منه.


انهار جمال، وابتعد عن عمله، وانغمس في المخدرات. حين بلغ الخبر هاجر، ذهبت إليه لتقف بجانبه، فوجدته محطمًا، يهمس: "خسرت كل شيء... جريت وراء سراب دمّرني." حاولت مواساته، لكن الدموع سبقت كلماته: "سامحيني هجورة... بلّغي سوزان وليان أني أحبّهما."


وفجأة، نهض، قبّل جبينها، اندفع إلى النافذة المفتوحة، وصاح بأعلى صوته: "الوداع، هاجر!" ثم ألقى بنفسه من الطابق السابع، فارتطم بالأرض غارقًا في دمائه... نهاية مأساوية لرجل باع حاضره ومستقبله من أجل وهم.

بقلم : ماهر اللطيف 

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق