السبت، 23 أغسطس 2025


تداعيات جوىً (17)

النادي الملكي للأدب والسلام 

تداعيات جوىً (17)

بقلم الشاعر المتألق: ✍️ علي حميد سبع

تداعيات جوىً (17)

✍️ علي حميد سبع

الخميس 30 أيار 2024

---

(1)

أوحت مدارجُ الحياةِ لُعبةً،

ومن قضيضِ الجوى تناثرت أشلاء...


تعيدني همهماتُها إلى فوضى مشاعرَ

يتزاحم في بُعدها المدحُ والهجاء...


بعضُ المواجعِ كَبتٌ سُلطويٌّ،

لا تنفعُ في صدّه ملامةٌ ولا رجاء...


ربما النسيانُ رحمة،

ولكن في بعض أطرافِه الداء...


وكيف لِعليلٍ صحوةٌ

أعيتْ في تجاربها الأدباء...


كلُّ لحنٍ في الخيال أرجوحة،

كنغمةِ داوودَ في الأصداء...


تُكلّمني الروحُ بغير لسان،

وما أصابها في ذكرى المتيم إعياء...


كلُّ صبحٍ وإن حسُنت بوارقُه،

يُضنى ويخبو في الظلمة العمياء...


كلُّ ابنِ آدم وإن طالت محابسه

لا بدَّ يومًا تحفو بروحه العلياء...


ما أحلاه من شغف،

مداراتُه الصدقُ والوفاء...

---

(2)

كلُّ الأماني هوسٌ في ظلالِ التَّجنّي،

تبعثنا في الفراغ فنَهذي...


يتخطّانا الزمنُ ونحبو...

تكتبنا الطلاسمُ والألغازُ فنَهوى...


تعبر في مسافاتِنا الكلماتُ صورًا ممحيّة...

كلُّ هواجسِنا أماني تتداعى...


تتشابه أيامُنا وتضيع في المدى خُطانا...

فيضٌ من رحمةِ الله يتغشانا...


في مزرعةِ الوجدِ تسحرُنا الكلماتُ ونغفو...

على مقربةٍ منا صَحيحُ الأمل...


أقدارُنا نهبٌ جَوانا،

وبلا قَدَم تترنّحُ خطانا...


والفجرُ الأبيضُ لوحُ صبرٍ،

يدعسُنا وينسانا...

---

(3)

بعضٌ منّي يهربُ في اللاجدوى،

تحتضنه السطورُ، يسترجعُ ذاتَه...


تبتلُّ مآقي الحروفِ فينأى...

رُموسُ الأبجدية تنعانا،

وأجداثُ القراطيس تكتبُنا من جديد...


لاهيةٌ أطرافُ الحقيقة،

مجامرُ الظنونِ تُعاني الاغتراب...


في ثوبِها الجديد أسرارٌ بالية...

حكمةُ الموت إشارةٌ صادقةٌ لبدءِ الحياة...


ليس كلُّ وعدٍ يتيمٍ كذوب،

وليس كلُّ كذبةٍ زائفة...


كلُّ الدُّنا تبتسم،

وفي أوارِها جَمرٌ حنيذ...


حياتُنا كتابٌ،

تُقلّبُ صفحاتِه يدُ القدر...

✍️ علي حميد سبع

توثيق: وفاء بدارنة 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق