بدأت الحكاية من أبسط التفاصيل
النادي الملكي للأدب والسلام
بدأت الحكاية من أبسط التفاصيل
بقلم الشاعرة المتألقة: زهراء شاكر
بدأت الحكاية من أبسط التفاصيل
هاتفٌ سُرق من يد المحامية زينب جواد. لم يكن في نظرها أكثر من وسيلة شخصية تحفظ فيها صورًا وذكريات، كما تفعل كل فتاة في حياتها اليومية.
لكنهم، حين عجزوا عن إسكاتها بالحجج المنطقية، استغلوا هذا الهاتف ليشنّوا حربًا خسيسة.
نشروا صورها، ظانين أن التشهير سيُسقط امرأة وقفت تدافع عن الحق، وسيُرهبها بصرُ المجتمع القاسي.
غير أنّهم لم يفهموا أن زينب لم تكن تدافع عن نفسها وحدها، بل عن كل امرأة عراقية مهددة في خصوصيتها، في حريتها، وفي حقها بأن تكون إنسانة كاملة لا مادة للابتزاز.
ولم يكتفوا بذلك؛
فبعد حملة التشويه والتسقيط، جاء القرار الرسمي بمنعها من الظهور الإعلامي تسعين يومًا، بذريعة "التحريض على العنف والكراهية".
أيُّ سخرية هذه؟
امرأة تُعاقَب لأنها قالت الحق، وتُكمَّم لأنها دافعت عن النساء، بينما من مارس العنف بحقها وبحق كل صوتٍ حرٍّ يظل في مأمنٍ من الحساب.
لكن الحقيقة أوضح من كل محاولاتهم.
زينب جواد لم تُكسَر،
بل كشفت كيف أن منظومة كاملة ترتعد من كلمة،
وكيف أن سرقة هاتف لا تُسقِط إنسانًا، بل تفضح مجتمعًا يحمي جلاّديه على حساب ضحاياه.
قضيتها اليوم ليست قصتها وحدها،
إنها قصتنا جميعًا.
قصة امرأة وقفت في وجه القبح وقالت: لن أُسكت.
فحاولوا أن ينهشوا صوتها،
لكنهم لم يدركوا أن الصوت الخارج من قلب الحقيقة
أقوى من كل محاولات الطمس والتشويه.
✍️ زهراء شاكر


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق