*** ماذا تريدين؟ ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** ماذا تريدين؟ ***
بقلم الشاعر المتألق: فتحي الصيادي
*** ماذا تريدين؟ ***
✍️ فتحي الصيادي
كانت تقول:
أهمّ شيء...
تَجدِل لي الضفيرة،
وأنا – لعمرك – نذيرة،
وتعتبرني الأميرة
المتوَّجة بتاجها،
المجدولةَ الضفيرة.
لا يهمّني أن أكون فقيرة،
لكني أغار كثيرًا،
وبه لك أشير،
وعليكَ للأمر تُدير.
لا يشغلني النوم على الحصيرة،
ما دمتَ لي الأولى والأخيرة.
قلتُ: يا سلام!
هو هذا الكلام،
تعالي نُشيع السلام،
ونُصفّق سويّةً
ليطير الحمام،
وتَمضي الأيام،
ويبلغ العهدُ التمام.
كلّ هذا في أيّامنا الأولى حاصل،
والحبّ كبيرٌ متواصل،
تنعدم فيه الفواصل.
كنتُ لها دواءَ الجروح،
وبسرعة تندمل القروح،
تهواني وأهواها،
وأئنُّ لشكواها.
لكن...
زوبعةٌ في الفنجان،
ومفترقُ طرقٍ
يؤدّي للبستان،
يمرّ بالزهور الحِسان.
أشعلت النار،
وبدأ يتطاير الشرار،
مات العقل،
وبات حِمار،
وصعُب اتّخاذ القرار.
وباتت تغار،
وترفضُ ما بيننا من دِثار،
وأنا في حيرةٍ من أمري
لا أعرف ماذا أقول وأختار.
حاورتها كثيرًا،
وكنتُ معها أميرًا،
وقلتُ: يا بنت الناس،
الحبّ مظهرُه إحساس،
هل رأيتِ تغيّرًا؟
أو – لا سمح الله – تفجيرًا؟
أخبارُ الفنجان تكذب،
وأحيانًا مع ذاك تُرهِب،
تقرأ العيون،
وتضحك على الذقون،
وما عاد الناسُ لها يُعيرون.
عودي إلى رشدك،
وصوني معي أمرَك،
فذاك هوسٌ وهذيان،
وكلامٌ ليس بالحُسبان،
وألمٌ وأحزان،
يهتزّ لها البُنيان،
وشكوى كعقول الصِّبيان.
عليكِ أن تعلمي
أني أهواكِ وأرجوكِ،
وأني عليكِ حزين،
غيرُ قادرٍ ولا مَكين.
قولي لي:
كيف الحلّ؟
عقلي ملّ،
والأمر جلّ...
ماذا تريدين؟
بقلم : فتحي الصيادي
توثيق: وفاء بدارنة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق