الفصل 8 : "يوميات المقاتل والقصيدة
النادي الملكي للأدب والسلام
الفصل 8 : "يوميات المقاتل والقصيدة
بقلم الشاعر المتألق الأثوري_محمد_عبدالمجيد..
الفصل 8 : "يوميات المقاتل والقصيدة"🌿
اليوم الرمادي بعد القصف الأخير؛
السماء رمادية،
والمدينة رمادية،
والروح رمادية أيضًا،
كأنها ترفض موت الشكل الكامل.
أنا لا أكتب لأعالج الجرح،
بل لأضمن أن يظل مفتوحًا وشاهدًا.
أنا مقاتل؛ نعم،
لكن في صدري مكتبةٌ من الغبار،
وصورةٌ لأمي تُضيء هذا الحطام.
في الليل،
حين ينام رفاقي على الأرض الباردة،
أفتح دفتري
وأكتب:
«غزة ليست حدودًا، بل قصيدةٌ تنزف. كلُّ طلقةٍ. نُطلقها هي حجرٌ في بناء هذا النصّ الذي لا يموت.»
اليوم، رأيت طفلًا يركض خلف قذيفةٍ لم تنفجر؛
ضحك، ثم سأل:
«هل هذه لعبة؟»
لم أجب،
لكنني كتبت في دفتري:
«حين يسأل الطفل عن القذيفة،
يكون الموت قد سأل الطفولة عن اسمها.»
أنا لا أخاف الموت؛
لكنني أخاف أن نموت دون أن نصبح ذاكرة،
أن تُنسى غزة،
أن يُمحى اسمها من الكتب،
أن تُختصر في خبرٍ سريع،
ثم تُدفن في أرشيفٍ لا يُفتح.
لهذا أكتب،
وأقاتل،
وأحمل في جيبي وردةً جافة،
كأنها تقول لي كل يوم:
«لا تَنْسَ،
حتى الظلُّ له ذاكرة.»
لكن الذاكرة ليست مجرد قتال؛
إنها حنجرة المرأة التي ما زالت تغني للخبز. 😢
— ✍️ #الأثوري_محمد_عبدالمجيد... 2025/11/24
توثيق : وفاء بدارنة


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق