حديثٌ بين القلب والحُلم
النادي الملكي للأدب والسلام
حديثٌ بين القلب والحُلم
بقلم الشاعرة المتالقة : حنان الجوهري
حديثٌ بين القلب والحُلم
في ساعةٍ خاشعةٍ من الليل،
حيث يسكن الصخب وتعلو أنفاس الروح،
جلس القلب أمام الحلم كطفلٍ أمام نورِ شمعةٍ
يخاف أن يلمسها… ويخاف أكثر أن تنطفئ.
نظر إليه بعينٍ تمتلئ دهشةً ورهبةً قائلاً:
أيها الحلم… لِمَ تبتعد كلما اقتربتُ منك؟
أراك أمامي، لكن المسافة بيننا
تُقاس باليقين لا بالخطوات.
ابتسم الحلم ابتسامةً شفافة
تفهم الضعف دون أن تُخجل صاحبه، ثم قال:
لا أهرب منك أيها القلب،
بل أتقدّم منك بالقدر الذي تتقدّم أنت فيه.
فالحُلم ليس هدفًا يُدرَك،
إنه مرآة تعكس ما تستطيع أن تكونه.
ارتجف القلب رجفةَ صدقٍ قائلاً:
لكنني أتعب… أركض برغبةٍ كاملة،
وأسقط من أول حجر،
وأخشى أن أكون السبب في تأخّرك أو غيابك.
أجاب الحلم بصوتٍ يشبه
انسياب الحرير على الماء:
وهل أدنو منك إلا حين تسقط؟
وهل أظهر لك إلا حين تصبح الأرض من تحتك درسًا؟
أيها القلب…
لولا تعبك ما عرف الإنسان معنى الوصول،
ولولا السقوط ما عرف النهوضَ
على قدمين لا ترتجفان.


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق