خمّار ونار الانتظار
النادي الملكي للأدب والسلام
خمّار ونار الانتظار
بقلم الشاعر المتألق : عصام سرور
خمّار ونار الانتظار
بقلم // عصام سرور
يا شوارع العشاق... قد طال انتظاري،
وفاض بي الشوق... وأعلنت انكساري.
فأغلقَت نوافذ الأمل... وهممت عائدًا لدارِي،
وأذٌ بِهامَقْبَلة كملك... حطّ غفلة دون أشعاري.
تلتف بعَباءةٍ مطرزة... وكأنها ساري،
والوجه كالطاووس يتأنق... وموشّح بالخُمّارِي.
فنظرتُ الياهوكلي دهشة... حتى فقدت قراري،
ورأيت العينين... من خلف الخمار.
فأشعلْنَ في القلب جمروْنار،
فكانت مرآة للقلب... وكشف للأسرار.
فعرفت فيهن... الرغبة والأسرار،
فنطق القلب مفصحًا عما يدور،
من شوق وحب وبرَد ونار،
ومن صفاء لونهما... رأيت الشوق وطول الانتظار.
ولَهفة البوح وخوف القرار،
فكانت خيوطًا لقيْدٍ، والحانا لا أوتار،
مفتاحه عذب الكلام وكشف الخمار.
فيا قلب كفّاك خوفًا فلك الخيار،
فامضِ مقبلاً أو لذ بالفرار،
فالقرب منها حريق والبعد عنها انتَحار.
فما أنا إلا عاشق للعينين ولون الخمار،
فهل تغفري زلتي إذا كشفت الستار؟
ورأيت ما بين. النحر ومجرى الأنهار،
حتى أغرق في نشوتي وانهيار،
في تلابيب الثوب وريح الأزهار.
فدعيني أرتع في نعيم جنتك دون أشعار،
فال عقل مضطرب كيف أبدأ وأختار،
من فوق أو تحت، فكلّه عيب وعار،
فلا أطيل صبرًا وطول انتظار.
فقد أعياني صيام الحب وسواد الخمار،
وفي بياض النحر غذاء للروح وطعام للأفطار،
فيا ليتني أضم الشفاه وامتَصَّ رَحيق الأزهار،
فيغيب عني الوعي لحظة والماء مني فوار.
توثيق : وفاء بدارنة


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق