الأحد، 30 نوفمبر 2025


*** حفلة الأقنعة. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** حفلة الأقنعة. ***

بقلم الشاعر المتألق : أ.د احمد سلامة 

*** حفلة الأقنعة. ***

(قصيدة توثيقية في زمن التزييف الرقمي)

بقلم أ.د. أحمد سلامة


في الفيس حفلة أقنعة،

لا ضوء فيها ولا شمعة،

كلٌ يزين صفحته،

بما يحب من البدعة.


هذا يُصلّي علنًا،

وفي الخفاء له نزعة،

وذاك يضحك للورى،

وقلبه نار مشتعلة.


وآخر يكتب حكمة،

وهو الجهول بلا متعة،

وذاك يلبس حزنه،

ليصطاد فينا الشفقة.

تاجر دين. يبتسم،

وفي يديه ألف صفعة،

وشاعر ينسج الوغى،

لكنه عبد الرقعة.


و"فيلسوف" في الظلام،

يغني على نغمة البدعة،

و"مفكر" لا يقرأ،

إلا إذا كانت مطبعة.


و"ناشط" في كل شيء،

لكنه لا يعرف السبحة،

و"ثائر" في كل حين،

لكنه عبد المصلحة.


و"محب" كل الناس،

لكنه يكره الفرحة،

و"مرشد" في كل شيء،

لكنه لا يعرف النصيحة.


و"مثقف" في كل شيء،

لكنه لا يعرف النصيحة.


و"مثقف" في كل فن،

لكنه يجهل الصفحة،

و"مرح" في كل حين،

لكنه يبكي في الخلوة.


و"محزن" في كل وقت،

لكنه يرقص في السهرة،

و"مصلح" في كل أمر،

لكنه يشعل الفتنة.


و"مدعٍ" حب البلاد،

لكنه يهوى الفرقة،

و"مدعٍ" حب العباد،

لكنه يزرع الفرقة.


و"مدعٍ" حب الإله،

لكنه يعبد الشهرة،

و"مدعٍ" صدق المقال 

لكنه يهوى الفتنة.


و"مدعٍ" علم الحياة،

لكنه يجهل الفطرة،

و"مدعٍ" صفو القلوب،

لكنه يملأ الكرهة.


و"مدعٍ" صفاء النوايا،

لكنه يخفي الخدعة،

و"مدعٍ" نقاء السريرة،

لكنه يتقن الخدعة.


و"مدعٍ" حب القضايا،

لكنه يهرب من الساحة،

و"مدعٍ" حب الحقيقة،

لكنه يكره الصراحة.


و"مدعٍ" حب الجمال،

لكنه يكره اللوحة،

و"مدعٍ حب السلام،

لكنه يشعل المدفع.


و"مدعٍ" حب الكتاب،

لكنه يكره الفكرة،

و"مدعٍ" حب الحوار،

لكنه يهوى القطيعة.


و"مدعٍ" حب الوطن،

لكنه يبيع الرقعة،

و"مدعٍ" حب التراث،

لكنه يدفن النسخة.


يا أيها الوجه الجميل،

هل خلفك الوجه أم قناع؟

هل أنت حقًا ما نرى،

أم صورة فيها خدعة؟


يا من تدوّن كل يوم،

هل فيك صدق أم مسحة؟

هل أنت مرآة الضمير 

أم أنت مرآة المنفعة؟


يا من تعلق بالحروف،

هل فيك روح أم قشرة؟

هل أنت حي في الكلام،

أم ميت في هذه الصفحة؟

توثيق : وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق