فلسفة وطن لا يموت
النادي الملكي للادب والسلام
فلسفة وطن لا يموت
بقلم الشاعر المتالق : أيمن أصلتُرك
فلسفة وطن لا يموت
بقلم: أيمن أصلتُرك
مقدمة فلسفية
في حضرة الوطن، تتقاطع الأزمنة، ويصبح الماضي ظلًّا للحاضر، ويغدو الحاضر امتدادًا لدمعةٍ سقطت ذات يوم فوق ترابٍ يعرف حكاياتنا أكثر مما نعرف أنفسنا.
فالوطن ليس مكانًا فحسب، بل روحٌ تجمع الذاهبين والباقين، وتكتب على وجه الأرض مفارقة الإنسان الأولى: أن يولد بين حكاياتٍ لم يخترها، ويعيش ليضيف سطرًا جديدًا إلى تاريخٍ لا ينطفئ.
مفارقات فلسفية — وطني حكاية
وطني… حكايةٌ لا تنتهي،
في كلّ غائبٍ صدى،
وفي كلّ حاضرٍ أثر،
وفي كلّ ميتٍ روايةٌ تُروى بصمت.
من أين أبدأ؟
ومن أسأل عن وطنٍ يعرفه الألم أكثر مما يعرفه البشر؟
من لا يعرف وطني—
فليذهب، وليسمع، وليرَ،
فعند كلّ زاوية حكاية،
وفي كلّ شارع ذاكرة،
وتحت كلّ شجرةٍ سرٌّ قديم،
وفي كلّ منزل أنينٌ لا يشيخ.
ومع كلّ قطرة ماءٍ تهطل،
وتحت موج البحر العميق،
هناك حكاية…
حكاية كلّ. ميتٍ
رحل على الأرض،
أو صعد في الهواء،
أو تَغَيَّب في المجهول.
وطني…
لحنُ كلّ عازف،
وقافيةُ كلّ شاعر،
وأغنيةٌ يتردّد صداها في صدور العابرين.
وطني…
جرحُ الإنسان،
وصوتُ كلّ شريفٍ أينما كان.
وطني…
ولادة كلّ مولودٍ تنطق به الحكاية،
وطنٌ ما عرف فرعونًا ولا نيرونًا…
وطنٌ يبقى كما هو،
ينجب من الوجع قصيدة،
ومن الدمع رواية.
خاتمة فلسفية
وهكذا يبقى الوطن سؤالًا مفتوحًا،
وتبقى أرواحنا أوراقًا تتطاير في رياحه،
نكتب بها حضورنا وغيابنا.
وما يتبدّل من البشر والحكايات،
يبقى الله—الواحد الأول والآخر—شاهدًا على كلّ وطنٍ،
وعلى كلّ قلبٍ لم يتخلَّ عن روايته.
توثيق : وفاء بدارنة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق