يشيخُ المرءُ حين يفقدُ أُمَّه
النادي الملكي للأدب والسلام
يشيخُ المرءُ حين يفقدُ أُمَّه
بقلم الشاعر اامتألق : فتحي الصيادي
يشيخُ المرءُ حين يفقدُ أُمَّه
بقلم.. فتحي الصيادي
هي سفينةُ نجاةٍ
تشقُّ عُبابَ المتاهات،
كي تبلغَ شاطئَ الأمان،
وتلوذَ بصغارٍ
يختبئون في حضنها من الزمان.
هي شجرةٌ
غارت جذورُها في الأعماق،
لتكون سندًا لا ينكسر،
وهي سُقيا الروح
حين يجفُّ العمرُ ويعطشُ القلب.
هي لأبنائها
شَفْعٌ لا ينفد،
ورحمةٌ لا تقسو،
وصدرٌ يحتويهم
حتى تستقيم خطاهم
على. دربٍ سويّ.
أعيشُ في ظلّها
حرًّا لا أبالي،
وفي نهاياتِ تعبي
تُعيد إليَّ آمالي.
هي ضماني في الوجود،
أخفضُ لها هامتي،
ويطيبُ لي الرقود.
أبثُّها جروحي،
فتداويني بضمةٍ واحدة،
ولا تنتظر ثناءً…
تمضي صامتةً،
صوتُها وحدهُ يطفئُ العاصفة.
أُمّي…
أنا طفلٌ ما دمتِ باقية،
وشيخٌ منذ رحيلك.
أنتِ سندُ الحنان،
وبكِ كانت الأحزانُ تتبدّد.
رحمكِ الله يا أمي،
لو تعلمين…
أنّي شِختُ بعدكِ،
يا قُرَّةَ عيني،
وسلوةَ قلبي ومهجتي.
توثيق : وفاء بدارنة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق