الأحد، 30 نوفمبر 2025


*** رُؤيا طائري. ***

النادي الملكي للأدب والسلام

*** رُؤيا طائري. ***

بقلم الشاعر المتألق : محمد الزهراوي ابو نوفل 

*** رُؤيا طائري. ***

السِّدرةُ لا منظورَةٌ، أيُّها الغيابُ.

ورغبةً في المعرفةِ أسافرُ ولا أتوقّف.

لعينيها فيَّ غابةُ رموزٍ، وغربتُنا – يا طائري – واحدةٌ.

وأنا غامرتُ حتّى أرى… أو أصل.

أعنّي، يا ربُّ، على الرؤية؛ فهذا عطشي الحسّي.

رؤيتُها بحرُ لذّةٍ يستحوذُ على هاجسي،

وتوحّدتْ فيَّ الصورةُ كامرأةٍ تقرأُ الشعر.

لها في نفسي ملتقى أنهُرٍ.

أراها كنزًا أمامي، وحقّ الهوى،

تحتلّني كأنّما بي مَسٌّ تتقمّص أحرفَ كلِّ ما أكتب.

في حضرتِها تستحي الشموسُ وتفيضُ روحي،

وأنا إليها مسافرٌ، أقرأُها في الشعرِ غيبًا،

ولا أدري إن كانتْ تحفلُ بي… أو تراني.

تتحقّقُ أمامي كأنّما أصطادُها في سوادِ ليلٍ.

اللهمّ اجعل عليَّ نارَها في هذا الليلِ نورًا.

لها في الكون بلاغةُ أبحرٍ…

لا أدري لماذا أفكّرُ فيها بهذا الإلحاح،

وأثملُ ساهرًا في انتظارِها،

مقرّحَ الجفنينِ بسنواتيَ الستين.

لعلّ هذا لأنّ نهاراتِها فيَّ تحدّثُ أخبارَها،

أو ربّما لأنّها كلُّ ما بين يديّ.

ولو أنّ معذّبتي بدت لامرئِ القيس ابنِ حُجرٍ

لما قال:

“مُرّا بي على أمِّ جندبٍ”.

محمد الزهراوي

أبو نوفل – بنسلفانيا / أمريكا

توثيق : وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق