*** جَذْوَةُ اِمْرَأَةٍ ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** جَذْوَةُ اِمْرَأَةٍ ***
بقلم الشاعر المتألق : صاحب ساجت
#قِصَّةٌ ذَاتُ نَكْهَةٍ شِعْرِيَّـةٍ...
*** جَذْوَةُ اِمْرَأَةٍ ***
اِخْتلفَتْ عَنْ مَثيلاتِهَـا، حِينَمَــا اِرْتقَتْ صَهوَةَ ٱلحَياةِ حَاولَتِ ٱلعُبُورَ
إلـىٰ ضِفةٍ أُخرَىٰ.
أَنْقضَتْ ظَهرَهـَـــا ٱلأقـاويلُ، ضَـاقَ صَدرُهَــــا.. حَوْقَلَتْ، ثُمَّ كَتبَتْ في مُدوَّنَتِهَـا...
يَتيمَةُ دَهرٍــ
تَلُوذُ بِٱلأوهَامِ...
لِلّٰهِ يَــا مُحْسنينَ!
تَنحَدِرُ لِوَحدِهَــا، تَجمـَعُ ٱلمَحَــارَ
وَ ٱلقَواقِــعَ وَ حُصَيَّــاتٍ مُلَوَّنَـةً.. مِــنْ شَاطِئٍ رَمليٍّ إمتَدَّ بَعيدًا، وَ انْحَسرَتْ عَنْهُ ميَاهُ ٱلبَحرِ..
آهٍ يَـا بَحْرُــ
تَهِبُ ٱللآلِـئَ...
وَ تَأكلُ ٱلبَشْرَ!
هُنَاكَ.. حَيثُ صَيـَّـادُو ٱلسَّمـكِ يَتَناوَبُونَ ٱلغِنَاءَ مَعَ ٱلأموَاجِ؛ لَهَا قَلبٌ يَنبُضُ مَعَهُمْ، بَيْدَ أنَّهَا خَسَرَتْهُ لِلأبدِ..
وَا حَسرَتَاهُ ــ
تَخْلُو أَعْشاشُ ٱلنَّوارِسِ...
مِنَ ٱلدُّرَرِ!
دَأَبَتْ تَقْعـِدُ مَـعَ ٱلْمُخَلَّفِـينَ فــي بِيُوتاتٍ تَشابَهَتْ في ٱلمَبْنَىٰ وَ ٱلمَعْنَىٰ
لا يَأتِيهَـــا رِزقُهَـــا مِنْ حَيثُ تَحْتَسِبُ،
وَ بَيتُهَا عَوْرَةٌ.
بُطُونٌ غَرْثَىٰ ــ
في أعمَاقِ ٱلبِحَارِ...
سَمَكٌ يَأْكلُ سَمَكًا!
تَـاقَتْ إلـىٰ لِقَـاءٍ، فَأَشعَلَـتْ عَلـىٰ
وِسَادَتِهَا قِنْديلَ أُمنِيَاتٍ. لَمَّا تَزَوَّلَتْ شَمْـسُ ٱلضُّحَـىٰ؛ انْطَفَــأَتْ جَــذْوَةُ
نَفسِهَــــا وَ لَـمْ يَبْقَ إلّا عِطْــرُ مَـاضٍ
وَ صُورٌ مَمْنُوعَةٌ..
بَينَ ٱلأضْلَاعِ ــ
تَنبُضُ أحْلَامٌ صَغِيرَةٌ...
غَريبَةُ ٱلأطْوَارِ!
طَويلَـةٌ لَيـالِي ٱلشِّتـَاءِ، إلَّا أَنَّهَـــــا تَصْطَبـِرُ عَلــىٰ زَمْهَريرِهَــــا، وَ نـَواحُ
ٱلرِّيـحِ، لا يَكسِرُ عُنْجيَّتـَهُ سِوىٰ ٱلنَّارِ، فَمِنْ أَينَ لَهَــا ٱلوَقُـودُ وَ هـِيَ تَلتَحِفُ ٱلسَّمَاءَ؟
وَ حِيدَةٌ ــ
بَينَ ٱلضِّياعِ وَ ٱلحُضُورِ...
تَنْمُو طَحالِبُ ٱلوُجُودِ!
أَخْطَأَتْ بِقيلُولَتِهَا، بَعيدًا عَنِ ٱلبَيْتِ، حَاوَلَتْ أَنْ تَتَوازَنَ، بِمَشْيَتِهَا، فَشِلَتْ.. ضَجَّ ٱلسَّــاحِلُ بِسقُوطِهَــــا مِـنْ رَبـْوَةِ، طَارَتِ نَوارِسٌ، غَطَّتْ قُرْصَ ٱلشَّمْسِ، مَلَأتِ ٱلشَّاطِئَ نِياحًا وَ اَصْطِفاقًـا..
بَينَ ٱلنَّاسِ ــ
حِكايَةٌ مُزْجَاةٌ تَغْدُو...
تِلْكُمُ ٱلحُوريَّةُ!
في ٱلسـُّوقِ.. حِينَمَا يَسْتَحْوِذُ عَلـىٰ زِجَـاجِ كَيانِهَــا ٱلمُهَشَّمِ قُوتُ يَومَهَــا.. تَدْعُوهَا دَيمُومَةُ ٱلحَياةِ، فَتُسَاومُ صَاغَةَ ٱلذَّهَبِ وَ ٱلفِضَّةِ، لِيَصنَعُوا مِنْ لُقْيَاتِهَا ٱلبَحريَّةِ حُلًـىٰ وَ اكْسِسْوارَاتٍ لِلأطفَالِ.
مَجَّانًــا ــ
تَمْنَحُ ٱلنَّعَامَةُ رِيشَهَـا...
وِسَادَةً لِلأمِيرِ!
(صاحِب ساچِت/ٱلعِرَاق)
توثيق : وفاء بدارنة


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق