*** عبور ناعم. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** عبور ناعم. ***
بقلم الكاتب المتألق : ماهر اللطيف
*** عبور ناعم. ***
(تتمة قصة "جيرة محبذة")
بقلم: ماهر اللطيف 🇹🇳
فتحتُ عينيَّ على خيطِ ضوءٍ تسلّل من بين الستارة، فلامس وجهي برفق، كأنّه يوقظني إلى موعدٍ مؤجَّلٍ منذ زمن.
لم أعد أميّز بين الليل والنهار، ولا بين الحلم واليقظة؛ فكلُّ شيءٍ صار متشابهًا، ساكنًا، ناعمَ الحوافّ
أعددتُ قهوتي كما اعتدتُ، رشفةً صغيرة، ورشفةَ ذكرى.
جلستُ على الكرسي المقابل للصورة المعلّقة في الركن، ابتسمتُ لها وقلت:
– تأخّرتِ كثيرًا يا نهى، هل نسيتِ موعدنا؟
صمتت الصورة كعادتها، لكنّي سمعتُ صوتها
يأتي من بعيد، من عمق القلب لا من الجدار:
– لم أتأخّر يا مخلص، أنتَ الذي ظللتَ واقفًا عند الباب، تخاف أن تعبر.
ابتسمتُ وقلتُ بخفوت: – كنتُ أنتظر أن تفتحي لي الطريق.
فقالت، بصوتٍ كنسمةٍ بين أوراق الشجر: – الطريق مفتوح منذ رحلتُ، أنتَ فقط من أغلقه بالدموع.
أطرقتُ برأسي قليلًا، وتذكّرتُ أوّل مرّة التقينا فيها في بيت أختي علياء، والحياء الذي خبّأ ارتباكنا، وكيف صارت ضحكتها جسرًا بين قلبين.


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق