قصيدة: خناجر النرد
النادي الملكي للأدب والسلام
قصيدة: خناجر النرد
بقلم الشاعر والمتألق :
د. عدنان الغريباوي
قصيدة: خناجر النرد
إِنَّ الصَّدِيقَ إِذَا اسْتَحَالَ كَنَرْدٍ
فَأْذِنْ بِحَرْبٍ أَقْبَلَتْ طُوفَانَا
يَا مَنْ نَشَدْتَ جَوَابَ مَا قَدْ نَابَنِي
خُذْ مِنْ نَجِيعِ مَوَاجِعِي تِبْيَانَا
قَدْ كُنْتُ أَحْسَبُهُ لِلَيْلِيَ مَشْعَلًا
وَلِتِيهِ صَحْرَاءِ الْحَيَاةِ عَنَانَا
لَكِنَّهُ نَفَثَ الذُّعَافَ بِغَدْرِهِ
حَتَّى سَقَانِيَ الْمُرَّ وَالأَحْزَانَا
بَانَتْ نِصَالُ الظَّهْرِ بَعْدَ خَفَائِهَا
وَغَدَتْ لِكُلِّ الشَّامِتِينَ بَيَانَا
يَسْقِي الرَّحِيقَ بِلِينِ قَوْلٍ خَادِعٍ
وَيَحُوكُ بَيْنَ ضُلُوعِهِ الثُّعْبَانَا
يَا لَيْتَنِي مَا كُنْتُ أَكْشِفُ خَافِيَّ
أَوْ بِتُّ أَجْعَلُ لِلْحَشَا كِتْمَانَا
يُبْدِي السُّرُورَ وَسُمُّهُ فِي أَضْلُعِي
كَالصِّلِّ يَنْفُثُ حِقْدَهُ إِعْلَانَا
أَهْدَيْتُهُ مَحْضَ الْوِدَادِ سَحَابَةً
فَأَبَادَ صِدْقَ مَوَدَّتِي نُكْرَانَا
عَايَنْتُ لُؤْمَ طَوِيَّةٍ فِي عَيْنِهِ
فَجَعَلْتُ عَيْنِي لِلْيَقِينِ مَكَانَا
يَمُجُّ شَهْدَ الْحَرْفِ فَوْقَ لِسَانِهِ
وَيَجُرُّ خَلْفِي فِي الْخَفَاءِ سِنَانَا
يَا جَاحِدًا نِعَمَ الإِلَهِ بِصَلَافَةٍ
وَنَبَذْتَ أَسْمَى شِيمَةٍ جُهْرَانَا
أَوْقَدْتُ مِنْ كَفِّي لِدَرْبِكَ شَمْعَةً
فَأَطْفَأْتَهَا بِظَلَامِكَ الشَّيْطَانَا
وَصَنَعْتُ صَرْحًا لِلْوِدَادِ مُشَيَّدًا
فَهَدَمْتَ مَا شَيَّدْتُهُ عُدْوَانَا
لَا بَارَكَ الرَّحْمَنُ وُدَّ مُخَادِعٍ
جَعَلَ النَّذَالَةَ مَذْهَبًا وَعِيَانَا
يَا مَنْ طَعَنْتَ الْوُدَّ طَعْنَةَ غَادِرٍ
ذُقْ مِنْ كُؤُوسِ مَذَلَّةٍ هَوَانَا
فَالصَّبْرُ حِصْنِي وَالْوَفَاءُ سَجِيَّتِي
وَاللَّهُ يَقْضِي الْحَقَّ إِيذَانَا
د. عدنان الغريباوي
العراق ٢٠٢٥/١٢/٢٦
توثيق : وفاء بدارنة


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق