*** رحيل أمي. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** رحيل أمي. ***
بقلم الشاعرة المتألقة : امية الفرارجي
*** رحيل أمي. ***
رحيل أمي..أفسد العدّ والشمّ والتذوق
كم غابت من الأعوام..وكم بلغنا من العمر ..وكبرنا..!!
كيف لم يعد لوسادتي رائحة أمي
ولخبزها الفواح عطرا ..
كيف اختفت من موائدنا صنوف طعامها ولذائذ الزاد
رحلَت فتيتمت كل المعاني
وغابت الأشياء عن مدلوها
وافتقدنا دعائها في الفجر وهمهمة الحروف والتراتيل التي كانت تسافر بعيدا
في المدى
كبرنا جدا يا أمي ولنا أحفاد
لايعرفون أن قلبي كلما ناداني
أحدهم ..يرتجف
ويذكرك ..ولا أراك
أتذكر يدك كيف علمتني العدّ والعدد
وكيف تحيك ..تطرز
تركب الأزرار ..ترتق الجوارب
تعلّماني المشي على مهل
وتعلماني كيف أصبر
وكيف أضحك ملء داري رغم حزني
علمتني كم أنا جميلة بلا عطور وتبرج
كيف استعارت الكلمات من قواميس
الجمال لتفيض حبا وحنانا
وكيف أن اسمها كان أجمل قافية
كبرنا ياأمي
ومازلنا نخاف ..
من صوت الرعد وهطول المطر
نبحث عنك لنحتمي بطرف ثيابك
من صياح الديك فجرا ونحن نغط
في نوم عميق ..في أمان
من طارق الباب في غير موعده
ربما يحمل خبرا مفجعا
من زجاج تكسر وتناثر
من أطفال بالشارع المجاور يتقاذفون بالحجارة..
من الصعود والنزول عن الدرج
من شرطي يجوب الشوارع ليلا
باحثا عن لص أو مشاغب
من صوت الطائرات تقترب
ربما قامت حرب..!!
من ظل الأشياء على الحائط
ومن الظلام الدامس
كبرنا حتى أننا نسينا أنفسنا
وأن الأولوية دوما للصغار..
لهم الثوب الجديد ونحن ننتظر
نطعمهم اللقمة فنشبع ونكتفي
لقد استعرنا قوتك في كل موقف
في تحمل الألم بلا شكوى
في دمعة الحزن التي لا تسقط
في الصمت عند البوح
في التغافل مع الأذى
في قلبي أنتِ دوما
يا أمي…
بقلم : امية الفرارجي
توثيق : وفاء بدارنة


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق