حين تُرفع ستار البصيرة
النادي الملكي للأدب والسلام
حين تُرفع ستار البصيرة
بقلم الشاعرة المتألقه : حنان أحمد صادق الجوهري
حين تُرفع ستار البصيرة ويصل ما لا يُنتظر
علّمتني الحياةُ حكمةً لا تُدرَّس،
ولا تُوهَب
إلا لمن طال وقوفه على أبواب الانتظار.
الأشياء لا تأتي حين نحكم القبض عليها
ونُسرف في انتظارها،
إنها تسعى إلينا
حين نحسن تركها في مساحةٍ من الطمأنينة.
علّمتني أن أمنياتي تأتيني سعيًا
حين أدركتُ يقين قدرتي على الاستغناء عنها.
أنا لا أزهد الحلم ولا الطموح،
فقط أتحرر من عبودية التعلّق.
الاستغناء هو اتّزان القلب حين يطلب،
وثبات الروح وهي تسعى،
دون أن تتعلّق بغايةٍ تُقصي ما سواها.
كم من أهدافٍ حسبناها الحياةَ نفسها،
وكانت في حقيقتها
انعكاساتٍ نفسية
أو امتدادًا لأحلامٍ مؤجَّلة.
وإذا بالأقدار تُزيح الستار،
فنكتشف أن النهاية
دائمًا أبعد مما نرى،
وأعمق مما نتخيّل.
تعلّمتُ أن الرؤية تضيق
حين نُفرط في التعلّق،
وأن القلب حين يعلّق خلاصه
على غايةٍ واحدة
يفقد القدرة على رؤية النِّعم
التي تمرّ جواره في صمت.
فما من فكرةٍ ألححتُ عليها
حتى اختنقت،
ولا من بابٍ طرقته بجنون
إلا أُغلق في وجهي،
وما من أمرٍ سلّمته لله بطمأنينة
إلا وجدته يأتي
حين لم أعد ألهث خلفه.
اكتشفتُ أن الدنيا
لا تعطي لمن يطلبها بتوسّل،
ولا لمن ينتظرها بقلق،
ولا لمن يُحمّلها معنى الخلاص،
لكنها تمنح
لمن يأخذ بالأسباب
وهو يمضي في الطريق،
لا يُسرف في التعلّق،
ولا يطيل الوقوف
على رصيف الانتظار.
فخُذْ بالأسباب، واسعَ بصدق،
أحبِبْ دون امتلاك،
واطلب دون ارتهان،
واعلم أن النهاية مُغيَّبةٌ عنّا،
فدع الأمر لمن يعلم الغيب،
ويرى ما لا نراه،
ويمنح…
حين يحين العطاء.
بقلم: حنان أحمد الصادق الجوهري
توثيق : وفاء بدلرنة


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق