** مُعادَلَةُ الذِّكرى. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
** مُعادَلَةُ الذِّكرى. ***
بقلم الشاعر المتألق : د.أحمد سلامة
مُعادَلَةُ الذِّكرى: خَيْطٌ يَئِنُّ فِي صَمْتِ الزَّمَن
بقلم أ.د.أحمد سلامة
في الرياضيات الأدبية، لا تُقاس الذكرى بوحدات الزمن، بل تُوزنُ بكتلةِ الندم، وتُحلّ بمجاهيل العشق، وتُبرهنُ على ورقٍ مُرقّعٍ من الحنين.
هنا، لا تكون الإبرةُ أداةً للخياطة، بل بوصلةً للتيه، والخيطُ ليس من قطنٍ أو حرير، بل من وجعٍ ناطقٍ يُعيدُ تشكيلَ الذات.
في هذه القصيدة، لا نرثي العاشق، بل نُعيدُ تعريفه: هو من يحاول أن يُرمّمَ رقاعَ روحه بإبرةٍ عمياء، ويُقيمُ في معادلةٍ لا حلّ لها إلا بالدمع.
مُعادَلَةُ الذِّكرى ليست قصيدةً عن الحب، بل عن استحالة نسيانه، عن خيطٍ أُنهك، لكنه ما زال يُطرّزُ المعنى، رغم كلّ ما تمزّق.
*** مُعادَلَةُ الذِّكرى. ***
بقلم: أ.د. أحمد سلامة
مؤسس المشروع العربي لأدب الرياضيات
أمسكتُ خيطَ العشقِ، والإبرةُ انحنتْ
تسري على جُرحِ القصيدةِ في وَهَنْ
تغتالُهُ شِباكُ شقاءٍ عابثٍ
تنسجُ فساتينَ الهزيمةِ والفِتَنِ
والإبرةُ العمياءُ تصرخُ حيرَةً
كيفَ الرُّقاعُ تُخاطُ من وجعِ الشَّجَنِ؟
من يملأُ الرقعَ البليَّةَ نَسْجَهُ
والعِلمُ فينا ضاعَ في بحرِ الإِحَنِ؟
كلٌّ يُمزّقُ خيطَنا المتسلِّلَ الـ
ـدخيلَ، كي يعلو العُريُّ إلى القِمَمِ
لا الإبرةُ الزُّهدى وجدتْ في دربِها
سكونَ راحةٍ، ولا سَكَنَ الألَمِ
أسقيتُ خيطَ العزمِ دمعَ ندامتي
فإذا بهِ يصحو، ويخنقُني الحُزْنُ
رقاعُنا، يا واحةَ الحرفِ التي
تُحيي الرمادَ وتستضيءُ بما دُفِنْ
ها نحنُ نعزفُ في المساءِ قصيدةً
قيثارةُ الأرواحِ تُغنّي للزَّمَنِ
أنغامُنا شقّتْ سكونَ حروفِنا
فانبعثَ المعنى، وتاهَ مع الوَسَنِ
والرُّوحُ ترعى الحرفَ، تُشرفُ نبضَهُ
كأنَّها في كلِّ بيتٍ تُستكنُّ
والحلمُ فينا، رغمَ صمتِ حضورِهِ
يُهدي لقلوبِ القصائدِ ما اطمأنْ
أسقيتُ خيطَ العلمِ، لكنْ لم أزلْ
أحيا بهِ، وأخيطُ من وجعي ثَمَنْ
كم من رقاعٍ بالقصائدِ رُقِّعَتْ
لكنْ صداها في الضمائرِ لم يُهَن
ذكراكِ يا أنثى المعادلةِ التي
لا تُحلُّ بغيرِ دمعٍ أو فِطَنِ
ذكراكِ في خيطِ الندمْ، في رقعةٍ
لم تُخَطّ، في إبرةٍ تبكي العَطَنِ
ذكراكِ في قُبلةِ القصيدةِ حينَ
تخونُها القوافي وتُبكيها الفِطَنِ
ذكراكِ في عُري السنينِ، إذا
ما استترَ القلبُ بظلِّكِ المُؤتَمَنِ
ذكراكِ علمٌ في العدمِ، يُدرّسُ
الــهزيمةَ، ويُبكي النهاياتِ العَدَمِ
ذكراكِ في كلِّ مساءٍ نلتقي
فيه، وتُنسجُ من حنينِكِ مُدُنٍ
توثيق : وفاء بدارنة


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق