*** آدمُ عليه السّلام. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** آدمُ عليه السّلام. ***
بقلم الشاعرة المتألقة : نسرين بدر
*** آدمُ عليه السّلام. ***
بحر الكامل
يا ربَّنا فالخلقُ منك بدائعٌ
فخلقتَ آدمَ من ثرى الفُخَّارِ
سوّيتَ جسمَه في يديكَ بصنعةٍ
تهبُ العقولَ بدهشةٍ ووقارِ
ونفختَ فيه الروحَ تجري نورُها
فاهتزَّ قلبُ الطين فوق جدارِ
ولقد تعلَّمَ آدمُ الأشياءَ من
ربٍّ غفورٍ واحدٍ قهّارِ
علّمتَه أسماءَ كلِّ خليقةٍ
فبدا المليكُ متوَّجَ الأفكارِ
سجدَ الملائكُ طوعَ إجلالٍ له
إلّا عدوًّا غُرَّ بالأغوارِ
أسكنتَه جنّاتِ عزٍّ باسمٍ
فيها النعيمُ بسندسٍ ودرارِ
أهديتَ حوّاءَ الجميلةَ سحرَها
أوصافُها في الحسنِ كالأقمارِ
حتى أتاه مكرُ شيطانٍ غوى
فأمالَ فكرًا في حديثٍ جارِ
ناداه ربُّه قائلًا: لا تقربا
من هذهِ، كم زدتُ في إنذاري
فأصابَ نهيًا قد بدت سوآتُهم
وتفرّق الضوءُ الجميلُ ضواري
أكلا من الشجرِ الذي هو كاشفٌ
سوآتِهم والتفّوا بالأشجارِ
ناداهما ربُّ العُلا: فاهبطا
للأرضِ فيها شأنُ للإعمارِ
لكنَّه فاقَ الدُّنا في توبةٍ
يتلو الدعاءَ بخافقِ الإقرارِ
وتعلَّم الكلماتِ من ربٍّ دنا
فبدت معالمُ توبةِ الغفّارِ
زرعَ الأراضي والتقت نسماتُها
وتبسّمت من روعةِ الأزهارِ
وتسلّط الشيطانُ في سخطٍ على
أبنائه خوفًا من الأنوارِ
قابيلُ يدنو من أخيه بلحظةٍ
سال الدمُ يهوي بلا أعذارِ
وقضى أبونا آدمُ العمرَ الطويلَ
معلّمًا لكبارهم وصغارِ
في ساعةٍ جاء الرحيلُ مدانيًا
وقد اختفى صمتًا عن الأنظارِ
وتدافعت أنفاسُه ترتادُ نورَ
الربِّ في شوقٍ بغيرِ دثارِ
قد كفّنته ملائكةُ الرحمنِ، قاموا
بالصلاةِ عليه للإخبارِ
ورفَت ملائكةُ الرحيمِ لتحتوي
روحًا علت في السرِّ والإظهارِ
فتركتَ للأجيال نورًا هاديًا
يهدي الدنا كالدرِّ في الأحجارِ
بقلم : نسرين بدر
توثيق : وفاء بدارنة


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق