(كانون آخر)
النادي الملكي للأدب والسلام
(كانون آخر)
بقلم الشاعرة المتألقة : نبيلة علي متوج
(كانون آخر)
وكانونُ آخرُ…
المطرُ يَشاكسُ زجاجَ نافذتي،
لا زلتُ أنتظرُ مرورَكَ على مساءاتي،
أكتشفُ كيف تكونُ الثواني دهورًا،
وكيف تكونُ الليالي خاوية.
كانونُ آخر؛
المطرُ يشتبكُ مع ذكرياتي،
مع نداءاتي، تخيّلاتي،
أراكَ في أعماقي،
وإذ أُغمضُ عيني
يُداعبني طيفُكَ،
مشاكساتُكَ،
نظراتُكَ،
وعذوبةُ كلماتكَ.
أيها البعيدُ القريب،
رفقًا بجسدي المتعب،
بنبضي وتلهّفي…
بهديلِ حروفكَ يبدأُ نهاري
كحمامةٍ تحطّ على أغصانِ روحي،
فيذهبُ جسدي المتعب
في غيبوبةِ الخَدَرِ والذِّكرى.
لكَ جمرُ الأشواق،
حنيني أنفثُه بين يديكَ،
عساهُ يأتيني بك،
يا من تغرسُ تفاصيلَ
لا تجفّ ولا تموت.
وبين يومٍ وآخر
تطيرُ حمائمُكَ في فضاءاتِ روحي،
فتولدُ ألوانُ قوسِ قزح،
وتنتعشُ أشياءُ لا تُنسى.
صباحُكَ بألوانِ. الطيف،
ورائحةُ الترابِ المعشوقِ بالمطر،
لكَ رائحةُ الزعتر،
نكهةُ الحياة.
قُل لي: كيف أتيت؟
ومن أين؟
يا حبيبًا من عبيرٍ وضياء،
يزورُ الأرضَ ويسكنُ الفضاء.
قُل لي:
كيف لي بكانونَ
آخرَ
لستَ فيه؟
بقلمي: نبيلة علي متوج
توثيق : وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق