الجمعة، 19 ديسمبر 2025


في أعلى الجدار لوحةٌ أنيقة،

التادي الملكي للادب والسلام 

في أعلى الجدار لوحةٌ أنيقة،

بقلم الشاعر المتألق : بسام قائد 

في أعلى الجدار لوحةٌ أنيقة،

ألوانها زاهية، وإطارها مُذهَّب،

يتوسّد فيها ابنُ المسؤول أرجوحةَ الراحة،

يتمدّد فوق ماءٍ هادئ،

لا يسمع أنينًا، ولا يرى دمًا،

فالعالم عنده صيفٌ دائم

… ونومٌ بلا كوابيس.


وتحت اللوحة،

يقف الوطن حافيًا.

أبناؤه مصطفّون على عكّازات،

وأجسادهم خرائطُ حرب،

بعضهم فقد ساقه،

وبعضهم ترك ذراعه على تخوم المعركة،

لكنّهم جميعًا تركوا قلوبهم هناك…

حيث قيل لهم: دافعوا عن الوطن.


أحدهم على كرسيٍّ متحرّك،

يرفع إصبعه نحو اللوحة،

لا ليُعجب بها،

بل ليسأل سؤالًا أثقل من الرصاص:

هل هذا هو العدل؟

هل هذه هي المكافأة؟

هنا،

تتجلّى الخيانة لا في وجه العدو،

بل في برودة المكاتب،

وفي صمت المراجِع،

وفي أبناء المسؤولين

الذين ورثوا الامتياز

كما ورث غيرهم الألم.


الصورة لا تتكلّم،

لكنّها تصرخ.

تقول إنّ الوطن يُستنزف مرّتين:

مرّةً في الجبهات،

ومرّةً في القصور.


وتقول إنّ أخطر ما في الحروب

ليس  فقدان الأطراف،

بل فقدان العدالة.


هذه ليست لوحةً فنيّة،

بل شهادة إدانة،

معلّقة على جدار الضمير…

لمن لا يزال يملك ضميرًا.

بقلم : بسام قائد
توثيق : وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق