*** العدالة العرجاء. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** العدالة العرجاء. ***
بقلم الشاعر المتألق : عبد الحليم الشنودي
*** العدالة العرجاء. ***
------------------------
العدلُ في الأرضِ أصلٌ في توازنه
لو لم نجده عليها ما أقمناهُ
لا ظالمٌ في الدّجى يختالُ من ظلمٍ
إلا وصدعٌ سرى فيما شرعناهُ
أو أنّ أمواله قد أفسدت ذمما
والمرتشي منه- حبُّ المال أطغاهُ
ولا مظاليم تشكو بغيَ ظالمهم
إلا وميزان عدلٍ قد أملناهُ
أو أنّ خوفا على الأرزاق أقلقهم
والخوفُ وهمٌ على وهمٍ رسمناهُ
ما الرزقُ إلا منَ الرزاق خالقهم
وليس لنا سوى الرزاقِ نخشاهُ
أهلُ العدالة ميزانٌ بأنفسهم
من غيرهم لحقوقٍ قيّض اللهُ
أقامهم ربّهم نصرا لشرعته
لو لم يقوموا لحق ما أخذناهُ
حق المظلوم مرهون بقاضيه
لو لم ينله بعدلٍ ما نصفناهُ
الله يأمر بالقسطاس ميزانا
فكيف نرضى وعهد الله خنّاهُ
وكيف بمن أتاه الله سلطانا
ألا يُنصف عدلا قد ظلمناهُ
وأدًا لما يفتريه البعض من فتنٍ
تعدو بفأسٍ على الذي بنيناهُ
الحق لا ينثني أمتا ولا عوجا
والبطء في الحكم إجراءٌ صنعناهُ
والأختام على الأوراق بصمته
لا تكفي حجّة لما ادّعيناهُ
فكم بصمنا على دعوى مزوّرةٍ
وكم ختمنا على زور طبعناهُ
جار الدّفاع على أصول مهنتهِ
وبات مزدوجا إذا أردناهُ
فلا ضمير لدى ظنٍّ يراجعنا
ولا اعتراف بتزويرٍ رأيناهُ
كلّ يسعى إلى نيلٍ بلا حقٍّ
وإن تجاوز حدّ ما ألفناه
نادوا: يا أولياءَ الأمر غيثونا
من ظلم كلنا في السرّ نخشاهُ
غول الفساد أصابَ صلب بنيتنا
وكلنا من وراء البعض نأباهُ
نادوا عليهم: إذا قاموا على أمرٍ
أن يسندوه لمن لم تعمَ عيناهُ
------------------------------
بقلم : عبد الحليم الشنودي
توثيق : وفاء بدارنة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق