( لا تَسَلني )
النادي الملكي للأدب والسلام
( لا تَسَلني )
بقلم الشاعر المتألق: سمير موسى الغزالي
( لا تَسَلني )
البحر الوافر
بقلمي : سمير موسى الغزالي
أَتَدري كَمْ أُعاتبُ فيكَ ظَنّي
أُحبُّكَ والأَماني لم تَخُنّي
وأَحبسُ في الضُّلوعِ لهيبَ وَجدٍ
وأَكتمُ في الجَوى آهاتِ أَنيني
وَوجدٌ قد يُذيبُ القَلبَ شَوقاً
على وَتَرِ اليَقينِ هُنا نُغَنّي
تبوحُ العَينُ والأَحداقُ سِرّاً
وسَمعُكَ ذاقَ مِن همسي وفَنّي
وتَعلمُ أنَّ ما فينا غَرامٌ
وعَينُكِ داعَبَتْ قَلبي وعَيني
ولَنْ يَجني الوشاةُ هُنا نَعيماً
وأَنتَ رُبا النَّعيمِ وحُسنُ ظنّي
وتعلمُ يا أَنيسَ الرّوحِ سُؤْلي
فَإنْ أَمعَنتَ في هَجري فَثنِّ
فَإمّا الشَّوقُ يَطويكُمْ إِلينا
وإمّا الهَجرُ يَطوي السُّهدَ عنّي
هجِيرُ البُعدِ أَلهَبَ مُقلَتَينا
ومَلَّ القَلبُ مِن طَبعِ التَّمنّي
أُجيلُ على مَناهِلِها عُيوني
وغَيرُكَ في المَناهِلِ ما رَوَاني
تَمامُ الحُبِّ مَحبوبٌ تَأَنّى
وموتُ الحُبِّ في سِفرِ التَّأَنّي
ولا يُجنى الوِدادُ بِغَيرِ صِدقٍ
وكَم هَلَكَ الوِدادُ على التَّجَنّي
كَمَا تَشقى الأُمومَةُ في وَلِيدٍ
أُحِبُّكَ لا كإبنٍ في التَّبنّي
أُمَنّي النَّفسَ باللُّقيا وإنّي
أُذيبُ الرّوحَ باللُّقيا أُمَنّي
عَصَيتَ العاذِلينَ وجِئتَ حُبّاً
خَذَلتَ الواشياتِ وقد وَشَينِي
نَعيمُ الوَصلِ قد جَرَّبتُ دَهراً
عُيونُ الهجرِ بَعدَكَ قد أَبكني
على ذِكرى حَبيبٍ نَاحَ قَلبي
عُيوني باكياتٌ لا تَسَلني
وأَبكي ضاحِكاً مِن فيضِ وَجدي
فَهَل يُجدي التَّصَبُّرُ والتَّثنّي؟
بقلم : سمير موسى الغزالي
توثيق: وفاء بدارنة


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق