الأحد، 28 سبتمبر 2025


✦ مَن يحمي ويصون ✦

النادي الملكي للأدب والسلام 

✦ مَن يحمي ويصون ✦

بقلم الشاعر المتألق: حسين جبارة 

✦ مَن يحمي ويصون ✦

بقلم: حسين جبارة – أيلول 2025

مَن يحمي الرحلةَ صيفًا وشتاءً؟

مَن يحمي غزَّةَ يا هاشم؟

مَن يحمي الأشجارَ من الموتِ وقوفًا

والصخرَ من الذوبانِ بعصفٍ

ثمّ الصخرةَ من تدنيسِ حذاءٍ في صمتِ العواصم؟

مَن يحفظُ أطفالَ البيتِ من الجوعِ ومن التهجيرِ إلى تيهٍ

ويصونُ الإبلَ من السطوِ

ومِن قبضةِ أبرهةَ الأشرمِ يا ابنَ منافٍ؟

مَن يحرُسُ مكةَ من غدرِ الغازي والغاشم؟

الكعبةُ تحتَ المنظارِ وتحتَ استخباراتِ غريبٍ كقريبٍ

مَن يحمي؟

وإمامُ الحرمِ يُسلِّمُ ويستسلمُ

قد أفتى بمباركةِ الراكعِ فالجاثم!

يغفرُ سفكَ دماءٍ

يغفرُ قطعَ رقابٍ

فَيُسجّي ويُدفِّنُ أجسادًا دونَ لسانٍ وأذانٍ

دونَ أنوفٍ وكفوفٍ

دونَ أيادٍ سُلختْ من سيقانٍ فجماجمٍ

صوتُ بلالٍ يخفتُ في الأجواءِ، يهونُ شمالًا وجنوبًا

يحني الهامةَ للقاصفِ مئذنةً

يحني القامةَ للفيلِ وللراجِم

مَن يحمي المسجدَ والروضةَ مِن غربانٍ بالمِخلبِ تُردي

ومن عُقبانٍ تلتهمُ الدوحةَ بالنيران؟

ومن بركانٍ فجَّرَ طيرًا

بِرِحابِ رياضٍ ورباطٍ، يمحو المعلمَ ما من عاصمٍ

يَرْضَى الآمرُ والمتآمرُ بالتنديدِ قرارًا
يَرْضَى الواهنُ بالصمتِ والاستسلامِ العاجزِ والباصمِ

خلفَ الأفقِ رعودٌ تهْدُرُ وتُرغي
بَرْقٌ يُنذرُ بالخطرِ الداهمِ
يُذكي نارًا
خلفَ الحُلكةِ يُخفي الوحشَ القاصم

لا يحمي الدارَ سوى رجلٍ عربيٍّ وعروبيٍّ
لا يحمي الدارَ سوى عُمَرٍ وعليٍّ
لا يحميها إلّا سنيٌّ يسندُهُ شيعيٌّ
لا يفديها إلّا شيعيٌّ يسندُهُ سنيٌّ
بتكاتفِ إخوةِ حقٍّ ومصيرٍ
يتحرَّرُ عبدٌ من رَبَقِ الخادمِ والآثمِ
بقلم: حسين جبارة 
– أيلول 2025
توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق