*** حين يخفق قلبك ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** حين يخفق قلبك ***
بقلم الشاعر المتألق: إبراهيم العمر
*** حين يخفق قلبك ***
بقلم: إبراهيم العمر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حين تناديك المشاعر من أقصى أعماقك،
لا تُنصتي لصخب الكلمات خارجك،
بل أنصتي لنبض الحروف التي تنبت
من تراب روحك،
لهمس المعاني التي تتسلل من شقوق وجدانك،
لأغصان اللغة التي تورق على ضفافك،
للعطر الذي يتصاعد من ذاكرة ملابسك،
من دفء الأقمشة التي احتضنتك حين
كنتِ غائبة عن العالم وحاضرة في اللهفة.
حين يجتاحك الشوق،
حين يهمس الحنين في
أذنك كدعاء قديم،
تأتي الكلمات إليكِ راكعة،
تتفتح أزهارك كما لو أن الربيع قد أُطلق
من صدرك،
يفوح العبير من أنفاسك،
وتشرق شمسٌ لا يعرفها الفلك،
تنير أروقة روحك،
وتغسل دروب صدرك
بنور لا يُرى
إلا بعين العاشق.
حين يخفق قلبك،
حين ترتجف ضلوعك
كأوتار عودٍ
في حضرة الغياب،
حين تسري القشعريرة كدعاءٍ تحت جلدك،
حين تتلعثم اللهثات في حلقك كطفلٍ
يبحث عن اسمه،
حين تتسارع أنفاسك
كفرسٍ هارب
من قيد الزمن،
افتحي النوافذ،
افتحي الأبواب،
ارفعي الرايات البيضاء،
اذهبي حيث يأخذك الهوى،
لا تخافي من التيه،
ولا تترددي في الغياب،
تشردي في متاهات العشق كما تتشرد الأرواح في حضرة المحبوب،
غيبي عن الدنيا،
غيبي عن الناس،
غيبي عن التقاليد،
عن العادات،
عن الإدراك،
عن الوعي…
فالعشق لا يُدرك،
والحب لا يُفسَّر،
والخفقان هو صلاة القلب حين يلتقي بالسماء.
غيابكِ ليس انطفاء،
بل هو إشراقٌ من نوع آخر،
هو مقامٌ لا يُدرك إلا لمن
ذاب فيكِ،
في صوتكِ حين يصمت،
وفي عينيكِ حين تغيبان
عن النظر
وتغوصان في الغيب.
غيابكِ هو صلاةٌ لا تُؤدى،
بل تُحسّ،
هو سجدةٌ لا تُرى،
بل تُرتّل في القلب،
هو الرحيل عن الحواس،
والإقامة في السرّ،
هو أن تغيبين عن العالم لتصيري
نَفَسًا في صدره،
دعاءً في فجره،
ونورًا في عتمته.
حين تغيبين،
تتساقط الحروف من فمي كأوراق
خريفٍ خجول،
وتتوه المعاني في دهاليز الشوق،
وتصبح اللحظة مرآةً لزمنٍ
لا يُقاس،
زمنٍ يُكتب فيه اسمكِ
على صفحة الغيب،
ويُرتّل فيه حضوركِ في
كل غياب.
غيابكِ ليس بعدًا،
بل هو اقترابٌ من جوهركِ،
من حقيقتكِ التي لا تُحدّ،
ولا تُعرّف،
ولا تُنسى…
فإذا خفق قلبكِ،
وغبتِ عن الدنيا،
فأنتِ لم تختفي،
بل صرتِ أقرب إلى ذاتكِ،
أقرب إلى المحبوب،
أقرب إلى النور الذي
يسكنكِ منذ الأزل.
ــــــــــــــــــــــــ
بقلم : إبراهيم العمر
توثيق: وفاء بدارنة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق