*** هدر مدرسي. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** هدر مدرسي. ***
بقلم الكاتب المتألق : الطيب تشرين
*** هدر مدرسي. ***
قصة قصيرة
جاء موسم الدخول المدرسي، والتحق أبناء القرية بالمدرسة، إلا طفلاً واحداً تأخّر عن ذلك. وكان السبب والده الجاهل الذي أراد أن يتركه دون تمدرس مثله، كي يرعى الأغنام، ويسوق الأبقار من وإلى الحظيرة، ويساعد في أعمال أخرى من أعمال القرية التي لا تنتهي.
لكن أم الطفل – واسمه بالمناسبة "فهيم" – انتفضت، وأقامت الدنيا ولم تقعدها. صرخت في وجه زوجها الذي لم يكترث لكلامها، وقالت له أمام أبيه وأمه (شيخه وعجوزته) اللذين تعيش معهما، بالإضافة إلى أبنائهما الكثيرين، الذين هم إخوة زوجها وبعضهم في سنّ التمدرس وفعلاً يدرسون:
"كيف يعقل أن إخوتك يدرسون، وتريد من ابني الوحيد هذا أن لا يدرس؟ هذا ليس عدلاً! وغداً يكبر الطفل، وذنبه أنتم الذين ستحملونه وزراً على أكتافكم إلى يوم الدين!"
لم تنتظر منهم أيّ ردّ فعل، ولكي لا تسمح لأي وقت أن يضيع فتندم حيث لا ينفع الندم، قامت المسكينة ببيع دجاجاتها، وعنزتها الوحيدة الورشاء، وتوأميها (جدي وعناق). سجّلت طفلها في مدرسة القرية، واشترت له كل ما يلزمه من أدوات مدرسية، وكسته كسوة تليق بأبناء المدارس.
صار "فهيم" من مرتادي المدرسة جنباً إلى جنب مع عمّين له كانا قد سُجِّلا قبله بعام أو عامين. وسرعان ما عشق فهيم مدرسته، وأصبح من المتفوقين، ولم يخِب رجاء والدته الطيبة الذكر، التي توسمت فيه كلّ خير.
بقلم : الطيب تشرين/ المغرب
توثيق : وفاء بدارنة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق