الخميس، 25 سبتمبر 2025


 * إِلىٰ مَتىٰ الانتِظَارُ * 

النادي الملكي للأدب والسلام 

 * إِلىٰ مَتىٰ الانتِظَارُ * 

بقلم الشاعر المتألق: ابو أكبر فتحي الخريشا 

 * إِلىٰ مَتىٰ الانتِظَارُ * 

هبَّتِ العاصفةُ الهَوجَاءُ .. 

نارٌ تُحرقُ بِرَعدٍ يُدوِّي بالدَّمَارِ ..

تضربُ مَا لهَا من مُستقرٍّ فِي كُلِّ إتّجَاهٍ بِخَبَالٍ..

وما زِلنَا نقِفُ علىٰ قارِعَةِ الطَّرِيقِ عُرَاةً إلَّا مِنْ بَقايَا بالِيَةِ أسمَالٍ .. 

ما زلنا في الصَّحارَىٰ القاحِلةِ بلا خَيمَةٍ أو شطحَةِ مَاءٍ .. 

مَا زالَت أثقالٌ علىٰ كوَاهِلِنا بقُيُودٍ ترسُفُنا علىٰ صخرَةِ الحيَاةِ مُجندَلِينَ ..

نَعُجُّ نحوَ الأفُقِ المُدلَهِمِّ لعلَّهُ يَتفتَّقُ بكُوَّةٍ للنّورِ .. 

نعُجُّ مُنذُ مَلايِينَ السِّنِينَ نحوَ السَّمَاءِ .. 

مَا زَالَت تضرِبُنا العوَاصِفُ بقسوَةِ اللَّأْوَاءِ .. 

بِعُنفِ وَحشِيَةِ الشَّقَاءِ .. 

ليس لنا كهفٌ إليهِ نأوِي من التَّشرُّدِ مُطْمَئِنِّينَ .. 

قلعةً من الظَّلمِ للٱحتِمَاءِ آمِنِينَ .. 

ليسَ لنا ضفَّة نهرٍ نغسِلُ فيها جِرَاحَنا إنَّا لمُتعَبُونَ .. 

لَيْسَ لَنَا ولَا ٱنبِلَاجُ فَجرٍ يُبَدِّدُ كَثِيفَ ٱلْعَتمَةِ مُسْتَبْشِرِينَ .. 

نلوذُ بدُقاقِ حُرَاقَةِ نَارِ السُّكُوتِ والجَمرَاتُ تضطَرِمُ فِي دَمِّ الشَّرَايِينِ .. 

نمشِي علىٰ جَمرِ النَّارِ مُستَنزَفِينَ ..  

الفُؤَادُ يَتوَارَىٰ لكَأَنَّهُ فِي القَلبِ مَدفُونٌ ..

يَئِنُّ الحُلمُ أئِنَّا لرَاجِعُونَ ..  

نَبذرُ في الفَلاةِ أمَلًا نَسقِيهِ بالدَّمعِ الهتُونِ لَعلَّهُ يَومًا زَرعًا يَكُونُ .. 

منذ مَلايينَ السِّنِينَ نَسيرُ نحوَ جَوهَرِ الضِّيَاء .. 

نُحلِّقُ نحوَ عُمقِ النُّورِ الأسنَىٰ .. 

برَغمِ ثِقل القُيُودِ نَسعىٰ إلىٰ أجنِحَةِ الحُرِّيَّةِ لترتوي أرواحنا بالجمَالِ ..  

بِرغمِ شِدَّةِ البُؤْسِ نشُقُ دَربًا لمَنبَعِ الحَقيقةِ لتُبصرَ أعيُنُنا حُضُورَ السَّنَاءِ ..

نُصغِي لِأغنِيَةِ السَّلامِ لعلَّ تُعانِقُنا نسَمَاتُ السَّرَّاءِ ..

نهيمُ في أجوَاءِ الفضَاءِ فوقَ الخَسفِ إنَّا لأحيَاءُ ..

نُوقِظُ الحَافِظَةِ اللَّحظّةِ المُتلَاشِية في الٱنتِهَاءِ ..

نَنقُشُ بظِلالِ الذَّاكِرَةِ أسمَاءَنَا علىٰ بَاطِنِ قانِي اليَدِ وفوقَ نُورِ الجَبِينِ ..

نَنقُشُهَا عَلىٰ شَجرَةِ الحَيَاة .. 

نُسطرُ علىٰ صفحةِ مَاءِ رَاوِيَةِ العِرفَانِ أنَّنا أبنَاءُ ضِيَاءِ الإِنسَانِ .. 

وإِلَىٰ الْآنِ وبِرَغْمِ بَوَادِرِ الْإِشْرَاقِ الَّتِي تَلُوحُ فِي الْأُفُقِ الْبَعِيدِ .. 

مَا زِلْنَا نَتَخَبَّطُ فِي الظَّلَامِ .. 

كَأنَّ مَا كانَ في البِدءِ ولن يَكُون سِوَىٰ الغُربَةِ والفناءِ .. 

سِوَىٰ الضَّبَابِ والسَّرَاب ..

قُيُودُ عَبِيدٍ علينَا وأوهَاقُ حَيوَان ..

تُطوِّقُ رِقابَنا كأنَّنا لِمَذبَحِ الجزَّارِ الصَّيدُ الثمِينُ .. 

تَستنزِفُ أرواحَنا كأنَّنَا أيبَاسُ حَطَبٍ لِمُوَاقِدِ النِّيرَانِ .. 

عَوَاصفُ هَوجَاءُ تمُورُ فِي أكبَادِنَا وليسَ لنَا حتَّىٰ الآنَ مِن خَلَاصٍ .. 

فإِلىٰ مَتىٰ الانتِظَارُ .. .

 من كتاب أجنحة الإرادة والانتصار لمؤلفه :

     المهندس أبو أكبر فتحي الخريشا

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق