السبت، 27 سبتمبر 2025


{{ كمْ تَمَنَّيتُ أنْ أطير؟! }}

النادي الملكي للأدب والسلام 

{{ كمْ تَمَنَّيتُ أنْ أطير؟! }}

بقلم الشاعر المتألق: محمد البكري 

{{ كمْ تَمَنَّيتُ أنْ أطير؟! }}

[قصيدة نثرية –

 الأحد 26 / 9 / 2025م]

كم تمنّيتُ

وأنا طفلٌ صغير

أن أطيرَ..


وكم راقبتُ حبورَ العصافير

وهي تتراقصُ حولَ الغدير..

ثم تطيرُ..

فَزِعةً حين أُلاطِفُها

بقلبِ طفلٍ صغير..


كم أوجعتني تلك الجفوة

من كلِّ الطيور..

رغمَ الحبِّ المستور..

ورغمَ وَلَعي بها

وقلبي المقهور..

ورغمَ طفولتي المليئةِ

بالمحبّةِ والحُبور..

---

عِشتُ وحيدًا يشوكُني

حُبٌّ من طرفٍ واحد..

وكم طواني الليلُ وأنا

أُحادثُ قلبي المكسور..

وألعنُ

الريشَ الذي لم ينبت

فوقَ ذراعي

كما نبت فوقَ

أجنحةِ الطيور..


مرارًا كنتُ أُمسك

طائرةً ورقيّة

في كلِّ ذراعٍ وأُرفرفُ

لعلّي أطيرُ

وأُلامسُ أبوابَ السماء

لأسترقَ النظرَ إلى الله

لعلَّهُ يدعوني

إلى بيتِهِ الكبير..

---

ما زلتُ أذكرُ ذلك اليوم

حين حفرتُ الغارَ

في تَلّةِ التراب

بالحقلِ المجاور

وجلستُ فيه أنتظر..

ولم يأتِ جبريلُ

ليقولَ لي: اقرأ

أيّها الطفلُ الصغير..


فقلتُ لنفسي: حسنًا،

لن أنتظرَ ملاكًا من الله،

سأصعدُ أنا إليه


حين أعرفُ كيف أطيرُ

كما تفعلُ العصافير..

---

ومرّتْ سنواتٌ وعقودٌ

وما زلتُ أنتظرُ لقاءَ الله

في بيتِهِ السماويِّ الكبير..

بروحِ طفلٍ صغير..

ما زالَ عالقًا

بصورةِ العصافير

حولَ ذاكَ الغدير!!!

بقلم: محمد البكري

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق