*** أيلول وأنا. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** أيلول وأنا. ***
بقلم الشاعرة المتألقة: فاطمة حرفوش
*** أيلول وأنا. ***
بقلم: فاطمة حرفوش – سوريا
أيلول يتهادى بمشيته،
ويمشي الهوينا متأبطًا ذراع غيومه،
ومسرجًا صهوة الرياح.
يرمي أوراقه الميتة على رصيف الأيام،
وينقش الحزن في قلبي على وقع
الخطوات، عابثًا بمرح الأوقات.
يرافقني متكئًا على جنوده،
ويرمي ثقله في أفقي، فيغمر ذاتي،
غير مبالٍ بحالي.
فأتعثر بوقع خطواته،
وتكتحل عيوني بغبار أوقاته.
يمر بقربي متباهياً،
فأحتسي مرارة الخيبات.
أُلملم ما تيسّر من أحزانٍ معتقة،
لمس وجهي بقدومه،
وسكنت عمق أحداقي.
لكني لا ألبث بعد برهةٍ،
أن أعيد تدويرها لصالح وخير الأعمال،
وأرمي بعضها بحكمة الأيام،
وأعلق ما تبقى منها على مشجب النسيان.
أنا… يا أيلول، ابنة الربيع،
لن يقرب خريفك من جميل أثوابي.
اهدر بموجك، واعصف كما يحلو لك،
ما عادت تُرهبني صوت رياح أحزانك،
حتى لو أيقظت من سباتها العميق أشجاني.
سأعانق ما يأتي منها بصمت ناسك،
يتقن فن تأويل الأحداث،
وأعتقها في محراب صبري،
وأحرقها في آخر المطاف في موقد
الشتاء. فمن رماد نارها ينهض،
وينطلق محلقًا في عالي سمائي،
فيُيق فرح أيامي،
وتزهر مجددًا في رياض روحي
حدائق الضوء،
ويعود الهناء سريعًا رفيقًا دائمًا لحياتي.


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق