(( جسورُ الزّيف ))
النادي الملكي للأدب والسلام
(( جسورُ الزّيف ))
بقلم الشاعر المتألق: عبد الحليم الشنودى
(( جسورُ الزّيف ))
-----------------------
سألتُ -مُراجعا - أهلَ القيافَة
وقد فُتنوا - بجسر للخلافة
ألستم تنشدون صلاحَ حكمٍ
يقصُّ جميع أجنحة التّرافة
ويهدي العالمين بهدي دينٍ
يحارب كلّ إفساد وآفة
ونحن الموكلونَ - بحكم نهجٍ
يؤسّسُ للطهارة والنظافة
ويبني بالشريعة دار عزٍّ
تحدُّ الكلّ في رعيٍ خرافة
جماجمهم - لنعبرَ قد أبيحت
وخلف الجسر دارٌ للضيافة
جواريها من الأسرى - إماءٌ
وحور - قد أبحناكم قطافه
عبيدٌ - حاربوا يوما مُنانا
أبَوا أن نستعيدَ ذرا الخلافة
ولن نألوا جهادا ما حيينا
فمن يسعَ - إلى حق يُوافه
*********
أجابوا : ما لكم بالدين جسرٌ
سواء عند( كرخ أو رصافة)
هي الأهواء - قد بيعت إليكم
على جهل بأغراض الخرافة
فبعتم في سبيل الوعد دينا
وأطفأتم مصابيح الثقافة
ومن أمسى على دينٍ وصيا
غدا يُجري على شرع جرافه
وإن عبرت على جسر خيولٌ
فكل بلادنا بيتُ الضيافة
فما ذنب الجسور إذا أقيمت
لحلمٍ في شفاءٍ قد نُعافه
وما حولُ الجسور إذا أبيحت
وما نهرٌ بها يحمي ضفافه
( فنائلةٌ) تجول بكل جسر
وكل خلفه نادى ( إسافه)
وإن جاز المرور بغير ختمٍ
فإنّ الختم في كفّ الوصافة
وكم خُتمت رقاع ثم طارت
وما حملت إلى صبح قصافة
أيخشى الختمُ سيفا عند جسرٍ
أمِ الختّام تنقصه الحصافة
وما يجدي بحد السيف ختمٌ
وقد حرصت على دمها قحافة
فياوطنا - أتته الكأس ملأى
فما أبقى بإحداها سلافة
أقمتَ على كنوز لم تصنها
فباعتك الإمامةُ والخلافة
------------------------------
( عبد الحليم الشنودي)
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق