لذةٌ مسروقة من أنقاض الحرمان
النادي الملكي للأدب والسلام
لذةٌ مسروقة من أنقاض الحرمان
بقلم الشاعر المتألق: عمرو حسن
لذةٌ مسروقة من أنقاض الحرمان
أستلقي على سريري كقصيدةٍ عاريةٍ تتمدد في حضن الورق، لا يسترها إلا وشاح من الاستعارات الرقيقة، ولا يحميها من الانكشاف سوى مجازٍ يتيمٍ يتراقص على حافة الخيال. أطفئ الضوء، ليس خوفًا من عينٍ ترصدني، بل تقديسًا لوهجٍ يشتعل في داخلي، لا يحتاج إلى جمهور. أصابعي ليست مجرد يد، بل عاشقاتٌ صغيراتٌ تعرف دروب جسدي أكثر مني، تتسلل إلى منحنياته بحذرٍ وعنفٍ في آن، كمن يكتشف كنزًا مدفونًا في أرضٍ لم تُطأ بعد.
في هذه الوحدة المقدسة، لا أكون وحدي. أنا كل الأحبة الذين تخيلتهم ولم يأتوا، كل اللمسات التي انتظرتها فلم تُكتب. أتنفس ببطء، كأنني أهمس سرًا لا يُقال، سرًا لا يحتاج إلى لغة، ولا إلى آخرٍ ليكتمل. أنا الراغبة والمرغوبة، أنا النار والرماد، أنا القبلة التي تتفتح على شفتيّ بلا موعد. جسدي خريطةٌ أعيد رسمها بأناملي، أعيد تسمية كل زاويةٍ فيه، أعيد إحياء كل جزءٍ نسيه الزمن أو أهملته يدٌ أخرى.
كل لمسةٍ هي استعادة، كأنني أجمع شظايا امرأةٍ كنتها ونسيتها. أداوي بها أماكن الوجع القديم، أقول لها: أنا هنا، لن أتخلى عنكِ. في هذا العشق الذاتي، لا خيانة ولا انتظار. هناك فقط أنا، والنشوة التي تولد مني كزهرةٍ برية، تنمو بلا إذنٍ وتتفتح بلا قيد. أغمض عينيّ، أترك جسدي يروي حكايته، يعزف لحنًا لا يسمعه سواي، لحنًا يبدأ بهمسٍ وينتهي بانفجارٍ صامتٍ يهزّ أركان الروح.
هذه اللذة ليست فعلًا عابرًا، بل طقسٌ بدائي، كأول إنسانٍ اكتشف جسده فأحبه قبل أن يعرف اسم الحب. لا أبحث عن ذروةٍ فحسب، بل عن امتدادٍ لهذا الحرير الذي ينسج نفسه بين أنفاسي. أحب نفسي بلا خجل، ألمس نفسي بلا ذنب، أرتعش لأنني أستحق هذا الاحتفاء الحميم. في هذا الفضاء الذي أخلقه لنفسي، أنا الملكة والعابدة، والمعبد نفسه، أنا كل شيء، وهذا يكفي.
بقلم : عمرو حسن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق