الأحد، 25 مايو 2025


***  محطات. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** محطات. ***

بقلم الشاعر المتألق: الطيبي  صابر 

***  محطات. ***

كلُّ لحظةٍ في العمر محطة، نتوقف فيها لنتأمل الطريق، ونلتقي بأرواحٍ قد تكون مثلنا، أو تختلف، تجتاز نفس المسافات.

محطات مليئة بالوجوه، أحيانًا نراها بعين القلب، وأحيانًا يلتهمها الزمان.

في بعض المحطات، نستريح قليلاً،

تتوقف عجلة الحياة، نلتقط أنفاسنا بعد تعب طويل. ومحطات لا تحتمل الوقوف، تحتاج أن تمضي بسرعة، وأن تدفن فيها أحلامًا سريعة، كما تُدفن الغيوم في الأفق.

محطة الطفولة، كانت مليئة بالبراءة،

كانت قصيرة، كما يُختصر الربيع 

في أيامٍ قليلة. ثم محطة الشباب،

مليئة بالخيالات، حافلة بأحلام  

لا تجد مكانها، في أرض الواقع.

وبينهما، محطات الحب، قصيرة كلمح البصر، تترك في القلب ذكرى لا تمحى.

تلك المحطات تُعيد لنا الحياة، تجعلنا قادرين على التغيير، ولا نعلم ماذا ينتظرنا بعدها.

ثم تأتي محطات الألم، أو ربما تأتي قبل، لكنها تظل موجودة، تحفر فينا ذكرى، غير واضحة المعالم، تجعلنا نركض لنتجاوزها، ولا نستطيع الهروب منها. وما تبقى من هذه المحطات، هو القوة التي تخرج من رحم الضعف.

وفي كل محطة، نلتقي بشخصيات جديدة، وتُفتح أمامنا أبواب من الفرص،

نحن من يقرر إن كنا نريد العبور، أو أن نركن إلى جانب الطريق. نصادف عيونًا تُشبهنا، وأخرى تختلف عنا في كل شيء، لكننا في النهاية جميعًا نسير على نفس الطريق. تظل المحطات تذكرنا أن الحياة ليست خطًا مستقيمًا، بل مجموعة من الوقفات، كل واحدة منها تعلمنا شيئًا جديدًا.

وفي النهاية، حين نصل إلى المحطة الأخيرة، نكتشف أن الرحلة كانت هي الحياة، وأن المحطات هي قصتها.

**الطيبي صابر–المغرب**

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق