السبت، 31 مايو 2025


*** الجميلة النائمة ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** الجميلة النائمة ***

بقلم الكاتب  المتألق: تيسير المغاصبه 

"في عتمة الحافلة"

 سلسلة قصصية

     بقلم: تيسير المغاصبه 

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

*** الجميلة النائمة ***

 -١-

بدأ  المسافرون في الصعود  إلى الحافلة الضخمة التي 

كنت حريصا على أن تكن ذات الطابقين،

ولأن عدد المسافرين كان قليل قررت أن لااجلس 

على مقعدي الكائن في الطابق الأول الذي لا افضل

الجلوس عليه أبدا لأنه مشترك -أي -طاولة 

تحيط بها المقاعد ،

فصعدت إلى الطابق الثاني ونفس المقعد الذي 

أفضله دائما ..أمام النافذة كي أنظر من خلاله 

إلى الشارع والجبال وأستمتع بالاجواء الجميلة،

وقفت قليلا أتأمل المقاعد والمسافرين وهم 

يمرون ولازالوا محنحين الظهور بسبب شدة الأمطار في الخارج،

لعلهم نسوا أن يسندوا ظهورهم،هذا هو الشعب الأردني يدمن على التوتر .

ولأن الزمن يعيد نفسه فتبدو رحلاتي كما وإنها 

رحلة واحدة لم تنتهي بعد ،كنت كلي شوق إلى تكرار رحلة عاصفة كسابقاتها بعد أشهر من العمل

 المرهق،


كما قلت قبل قليل كان مقعدي الذي إخترته كالعادة أول مقعد أمام

النافذة لابدو من خلال جلوسي كما وأني انا الذي

أقود تلك الحافلة الضخمة..ههههه أو اقود طائرة،

لم أكن من هؤلاء الذين يتأملون الوجوه بنظرات

ثاقبة ،

قد يكون سبب ذلك هو الحياء الزائد ..ربما..وبقدر إفتتاني بالوجوه الجميلة فأنا في الغالب لاأخذ

 حقي من الطريق والاماكن..والجمال.


ولهذا السبب لم أحدق بها جيدا عندما إقتربت 

مني ..لكني لاحظت إنها قد تأملتني قليلا ودون 

أن تلقي علي  التحية ،كانت تمشي ببطء فبدت

كما وإنها شخصية أنيمية جميلة.

إنبعثت رائحتها الأنثوية  المثيرة للشغف دون الحاجة إلى العطور المفتنة ،

جلست بجانبي في تكاسل كما وإنها عائدة من 

جبهة قتال أو إنها كانت تحمل على ظهرها حمل 

ثقيل ثم رمته عن كاهلها.

غيرت من  وضعية جلوسي المريح وذلك من طبيعتي؛

السلوك المهذب مع الغير ،وماذا لو كان ذلك الغير  من الجنس اللطيف، لم أستطيع إستراق

النظر إليها لأن ذلك الفعل يحتاج مني إلى إستدارة 

كاملة لرأسي لإنها كانت إلى جانبي ..ملاصقة بي تماما 

خصوصا أني كنت قد نسيت أن أنزل متكىء 

المقعد الفاصل بيننا ،وهي أيضا لم تقم بأنزاله،

مر نصف ساعة تقريبا على إنطلاقة الحافلة.

وأنا لازلت لم أتبين ملامحها جيدا ..لكن طيفها 

وقوامها يدلان على إنها جميلة ،

خيل إلي أن رأسها بل وكتفها كانا في حركة ميلان إلي .

بل مالا بالفعل حتى إرتمى  رأسها على 

كتفي ،فكنت أسمع صوت أنفاسها الطبيعية كفتاة

مستغرقة بالنوم بالفعل،

لحظات فأسترخى رأسها تماما على كتفي حينها

تأكدت بإنها نائمة بالفعل ،ذلك أمدني بالجرأة كي 

أدير عنقي وأن أتأمل وجهها ..كان شعرها المنسدل

كستارة من حرير يغطي نصف وجهها الجميل 

بينما لفحتني أنفاسها الساخنة التي كانت قريبة

جدا مني،

مالت إلي كطفلة فكادت أن تقع أرضا ..تلقيتها 

بحنو لأني كنت متأكدا فيما لو لم أفعل ذلك 

لكان سقطت عن المقعد.

لكنها أمسكت بيدي لتحتضنها بيديها الأثنتين 

وتضمهما إلى رقبتها كوسادة وثم تستغرق في النوم من 

جديد،فبدت كما وإنها وجدت الأمان ،

إنتثر شعرها الناعم فوق ساقي ليخفي نصف 

وجهها من جديد ويغطي معه يدي ،

إقتربت المضيفة منا.. بداية لم ترى الفتاة لإنها 

كانت تنظر من بعيد وقبل أن تراها قالت مبتسمة:

-لم يحلو لك الجلوس سوى في أول مقعد كي

تتعبني بالمسير  للوصول إليك ؟

بعد ذلك رأت الفتاة وقالت :

-عفوا ..الله يحفظها لك  

"والقصة بقية"

بقلم : تيسيرالمغاصبه

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق