داخل القفص الزجاجي
النادي الملكي للأدب والسلام
داخل القفص الزجاجي
بقلم الشاعر المتألق: نصر سيد بدر طلحه
داخل القفص الزجاجي
ارتبطا معا رسمياً..عاشا معا أيام تتراوح بين السعاده والشغف والتوتر..كان واضحاً لأقصى حد..وكانت غامضة لأقصى حد..كان يبوح بكل شيء حتى أفكاره..بينما كانت لها دنيا خاصه تخفيها عنه وتولد لديه شعور بأن هناك شيء فى الخفاء..غيوره بطريقة مجنونه.. يغلب عليها حب التملك.. استحوذت عليه..حبسته داخل قفص زجاجي شفاف وجلست هى خارج القفص تشاهده أمامها..كانت تضع حوله عيونا فى كل مكان لتبلغها بتفاصيل حياته اليومية في كل مكان يتواجد فيه..تدخلت في امور حياته بطريقه مزعجه.. وحتى تنفرد به تعمدت الايقاع بينه وبين كل من حوله..جلست خارج القفص تشاهده..قالت انها لاتريد أن يفارق ناظريها ولا تستطيع الاستغناء عن رؤياه.. وأنها لا تشعر بالاطمئنان إلا في وجوده أمام عينيها..قالت انها تحبه وتغار عليه وأن وجوده في حياتها لا استغناء عنه..وانه رغم وجوده داخل القفص إلا أنها تشعر بحمايته ورعايته لها..
وكان كلما نقص الهواء داخل القفص.. يفقد شيء من مشاعره نحوها.. وحين انتهى الهواء داخل القفص كانت الكراهية قد حلت محل الحب في قلبه.
لم تكن مؤهله للشعور بالآخرين..كل مشاعرها تدور حول نفسها فقط..فلم تلاحظ انه قد اختنق داخل القفص..ومات..ولم تكن داخل القفص دابة الأرض لتأكل منسأته فحسبته مازال حيا..وحين حدثته في احد المساءات ولم يرد عليها.مدت يدها لتلمسه فوجدته قد مات..ووجدت في يده ورقه كتب فيها هذه الابيات...
زرعت لهفتي ووحدتى بأرضها
سقيت عشقها دمى ..
ورحت اتنفس حبها
فى الصباح والمساء والسحر
وحينما اتيت موسم الحصاد
أنكرت محبتي لها...
فرحت اجمع العدم..
حصدت حزنى القديم والجديد
والسراب والخداع..
والهوان والضياع والندم..
خبأت في صدرى حبها ..
كنصل سكين مغروس في دمى
وفى قلبى المهان وفي الزمان والمكان
ولست موقنا..
أكان عشقى لها حلما...
أم كان جرحاً مالحا..
ينزف دمى المباح..
وحزنى المطلق السراح..
أم كان وهما..ام سراب ؟؟
أم كان نهرا من عذاب ؟؟؟
........................
بقلم/نصر سيد بدر طلحه
القاهره
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق