السبت، 31 مايو 2025


أنا نقطة في وسط 

النادي الملكي للأدب والسلام 

أنا نقطة في وسط 

بقلم الشاعرة المتألقة: أثينا عبد الرحمن 

أنا نقطة في وسط 

       السطر

أنا نُقطةٌ في وسطِ السطر

لا أولى ولا تُختَتم

معلّقةٌ بين ما قيلَ قبلي

وما لم يُقَل بعدُ

 كأنّي وَهْم

سُكوني كأنفاسِ نافذةٍ

تُراقبُ صمتَ الطريقْ

لا أنا ماضٍ يُعيدُ اسمه

ولا أنا مستقبلٌ له رحيقْ


وإن جئتُ من مدادِ المعنى

فلستُ بحبرِ اليقينِ الصريحْ

أنا ظلُّ لُغةٍ خجولةٍ

أخفَتْ وجعَها في النُقاطْ

تُلوّحُ، ثم تميلُ

ثم تمّحي

ولا تنطقُ الذات


أنا وقفةُ الشكِّ

في قلبِ شاعرٍ تائهٍ

يحسبُ الوزنَ والوزرَ معًا

حين يسهو عن القافيةِ المرتبكةْ


أنا لستُ زينةَ سطرٍ

ولا ختامَ حكمة

أنا صمتُ الكاتبِ حينَ

يضيعُ المفتاحُ من بين أفكارهِ الموصدةْ


أنا نقطةٌ

لكنّ فيّ حكاياتُ نارٍ

تودّ الانفجارْ

وفيّ شظايا كلامٍ

لم يجرؤ الحبرُ أن يمنحَ الجهرَ أسرارَه


أنا النقطةُ التي

وقفت بين ضميرين

ضميرُ الغائبِ الذي خانَ اسمه

وضميرُ المتكلمِ حين لم يجدْ من يُنصت


أنا اللحظةُ التي نسيها الزمنُ

بين رَجعِ الخطى

وعتبةِ الرحيلْ

كأنّي انتظارُ المطرِ

فوقَ يدٍ لا تعرفُ كيف تَبلُّ الترابْ


أنا نقطةٌ

لكنني أصرخُ في الورقِ الخائفِ

أين المعنى؟

أين البلادُ التي تُنصتُ لي؟

أين السطرُ الذي يحضنُني

لا ليختمني

بل ليبدأني؟


أنا لستُ النهاية

ولا الفاصلة

ولا ما يُقرأُ بين السطورْ

أنا الرعشةُ التي

جعلت الكاتبَ يُحدّق في جُملهِ

ثم يُسقطُ القلمْ


أنا نقطةٌ في وسط السطر

لكنني أؤمنُ بشيءٍ

أكبر من الجملةِ

أوسع من الورقِ

أرحب من اللغةْ


أنا

ذرةُ المعنى حين يحتارُ المعنى

أنا

السكونُ الذي ينبتُ في قلبِ الصراخْ

أنا

دليلُ التائهينَ إلى فراغٍ

مُقدّس

بقلم :  أثينا عبد الرحمن

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق