صرخة لم يسمعها أحد
النادي الملكي للأدب والسلام
صرخة لم يسمعها أحد
بقلم الشاعر المتألق: عماد سالم ابوالعطا
صرخة لم يسمعها أحد
حين يبكي القلم
فإنما يبكي لأن الحروف تعجز
ولأن الألم أكبر من أن يُروى
في ممرات المستشفى
كانت آلاء النجار تمشي كأن على كتفيها وطناً يئن من الجراح
تحمل نبضات الغُرباء بيد
وتُخفى في صدرها خوفاً لا يليق بالأطباء
أم لسبعة أطفال وطبيبة لا تعرف للراحة سبيلاً
في كل غارة كانت تسبُق صوت الإسعاف
وتُخيط الوجع بخيط الرحمة
لكنها نسيت أن بيتها بلا سقف
وأن قلوب أطفالها بلا درع
لم تتأخر يوماً
كانت تحمل الوطن في حقيبة أدواتها
وتوزع الأمل على من لفظهم اليأس
حتى جاء ذاك الصباح
دخلت الطوارئ كعادتها مُتعبة لكنها شامخة
لتستقبل نداء مألوف… لكنهُ كسرها
سبعة أطفال … جاؤوا أشلاء
لم تتوقع أن الجحيم قد لبس ملامح أحبتها
وأن الصرخة القادمة ستكون من حُنجرتها
صرخت بصمت وضمتهم كما يضُم القلب آخر نبضاته
سامحوني … كُنت أنقذ أطفال الناس ونسيت أن أحتضنكُم البارحة
سجدت عند أقدامهم
لا تبكي فقط بل تذوب
كأن النار التي أكلتهم تأكل قلبها الآن
آلاء لم تمت
لكن شيئاً منها تحول إلى رماد
تسير اليوم بجسد طبيبة
وروح احترقت ولا تُطفئها دموع
في عيون الأمهات ترى أبناءها
وفي كل صرخة ينزف قلبها سبع مرات
ثم تمسح دموعها
وتربط قلبها كرباط جرح قديم
وتعود للمشفى
تقول للقدر
أطفالي رحلوا… فلا تدعوا غيرهم يرحل
فهل بعد هذا الوجع وجع؟
وهل بعد أن تحضر أبناءك بيدك أشلاء
يبقى فيك شيء
لم يمت؟
بقلم :؛عماد سالم ابوالعطا
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق