*** لحظة إدراك. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** لحظة إدراك. ***
بقلم الشاعرة المتألقة: أمل مرجان
*** لحظة إدراك. ***
وأنا مستلقية، أتودد لنوم يغلف صحوتي وينتزعني في أفكار تراودني، مباعدة السعادة عني، خطر ببالي طيف ولدي الذي ما زال يسهر خارج المنزل، وأنا أنتظر قدومه، وتنتبه أذناي لالتقاط نبرة صوته، لعله أتى؟ ولكن لا أسمع هسيسه ولا أرى طيفه.
وهنا تسللت لذاكرتي مراحل حملي به؛ لقد كان أغلى أمنياتي أن أحظى بالأمومة بعد زواج ثلاث سنوات وأنا أنتظر طفلاً. وحين علمت بحملي بجنيني الأول، كانت الأوقات وكأنها تتمدد وتنهض وتكبر بسرعة، إلا حين يتجه الوقت إلى إنقضاء شهور الحمل، يصبح الوقت هنا الدقيقة بيوم كامل، واليوم كأنه شهر. وكم كانت تهفو نفسي لتمام تسعة شهور الحمل.
وتذكرت آلام المخاض، التي جبلت بسعادة لا توصف رغم الألم والوجع الذي لاقيته، ولكنني أنتظر أن يأذن الله بقدوم طفلي الأول. وما أحلى تلك اللحظة التي سمعت فيها صوت بكاء طفلي بعد معاناة وأوجاع لا تحتمل، ومذ سمعت صوته، نسيت أوجاعي وتلهفت لرؤيته. وما إن حملته وقربته إلى حضني، نسيت أوجاعي ورأيت كل إشراق الحياة في ملامحه وصوته وتحركاته، التي تحكي بداية تشبثه بالحياة، والإصرار على البقاء. ما أحلى تلك اللحظات!
وأنا في خضم تلك الذكريات، إذا بصوت باب الدار يفتح ويدخل ابني الغالي مرددًا، بصوت تعب:
– مساء الخير ماما...
فأسرعت إليه وضممته وقبلته، وكأني أحمله لأول مرة بعد أن ولدته، ضاحكة مستبشرة، تعجب من اندفاعي هذا، ولم يعلم أنني استرجعت ذكرى ولادته.
قلم ادلب الحر
أمل مرجان
توثيق: وفاء بدارنة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق