قصيدة: قَوَاعِدُ الْإِشْرَاقِ فِي “الفَضَاءِ” القُرْآنِيّ
النادي الملكي للادب والسلام
قصيدة : قَوَاعِدُ الْإِشْرَاقِ فِي “الفَضَاءِ” القُرْآنِيّ
بقلم الشاعر المتألق : احمد سلامة
قصيدة: نَظَرِيَّةُ النُّورِ وَالْمُتَّصِلِ التُّوبولوجيّ:
قَوَاعِدُ الْإِشْرَاقِ فِي “الفَضَاءِ” القُرْآنِيّ
بقلم: أحمد سلامة
مؤسس المشروع العربي لأدب الرياضيات
---
"في فضاءِ الحرفِ، حيث ينسابُ النور،"
قامَ الكتابُ، ولا يعتريهِ ارتيابٌ.
"هذا اتصالٌ عميقٌ لا يرى الأبعادَ،"
وجسمُ النصِّ من شكٍّ مَنيعٍ مهابٌ.
"فالنقطةُ فيه لا تعيشُ مجرّدةً،"
بل في تجاورِها الحكمةُ والآدابُ.
فالكلُّ جزءٌ من الكلِّ الكبير، ولنْ
يَضيعَ حكمٌ، ولا يخفى له الأبوابُ.
"تُرى الفراغَ الذي بينَ الآيِ منتظمًا،"
كمجموعةٍ ما لها عنها غيابُ.
"وكلُّ معنى بالمعاني متّصلٌ،"
فلا ترى القولَ فيه شاذًّا يُعابُ.
"إذا تحرّكتَ في بحرِ النصوصِ رأيتَ،"
كأنها سطحٌ أمامَ القلبِ ينسابُ.
فلا ترى حاجزًا بين القصاصِ وبينَ
الحُكمِ، فالفكرُ لا يَعروه تبابُ.
"فالتوبولوجيا هنا تعني تكاملَنا،"
وأنّ سرَّ الكتابِ منه لا يُحجابُ.
"هذا هو الفتحُ الذي في القلبِ نشهدُه،"
بالآيةِ الغرّاءِ، لا يشقى لها صحابُ.
"إذا بحثتَ عن الترتيبِ تجدْ لك وزنًا،"
وإن بحثتَ. عن الميزانِ يأتي الجوابُ.
"فليس تجميعَ حروفٍ جاء في نظمٍ،"
بل هو بناءٌ له في الروحِ محرابُ.
"فالمجموعةُ المفتوحةُ هنا قد حوَتْ،"
معانيَ الغيبِ، والأسرارُ تُرتابُ.
"وكلُّ علمٍ له في النصّ زاويةٌ،"
وكلُّ فكرٍ له في النورِ إعرابُ.
"فإن شعرتَ بانقطاعٍ في فهمِ آيٍ،"
فالخللُ في قلبِ مَن يقرأُ، لا الكتابُ.
"فالغايةُ ليست حفظًا للقواعدِ،"
بل هي التزامٌ بما يأتي به اللُّبابُ.
"فنصُّهُ كالكَوْنِ، متّصلٌ ومحكمٌ،"
ونحنُ نحنُ الوجودَ، نضمُّنا ترابُ.
"وينفتحُ القلبُ من بعدِ انغلاقِهِ،"
حين يدركُ ما في النصِّ منهُ إيّابُ.
"فاللفظُ وزنٌ، والآيُ بعده شكلٌ،"
وجمعُهم طبقاتٌ ما لها حسابُ.
"فهل علمتم لماذا الوحيُ لا يتغيّرُ؟"
لأنَّ بناءَه من أعلاهُ صعّابُ.
"فجوهرُهُ من أعلى نقطةٍ نزلتْ،"
لكي ترى الأرضَ منها عينُ من تابوا.
"أنا لا أرى نظريّةً كالذِّكرِ قائمةً،"
بقوّةِ الربطِ، لا يعلوها التهَابُ.
"وهكذا صار قلبي دائرةً للفهمِ،"
ومنه يجري لقطبِ الوحيِ ميزابُ.
"وجهدُنا في تحليلِ البيانِ يظلُّ،"
كنسبةٍ ضاعَتْ، إذا ما جاءها عذابُ.
"فلندخلِ البابَ بالتسليمِ متّصلين،"
فقد وجدنا المعانيَ، وجاءَ الكتابُ.
توثيق : وفاء بدارنة