السبت، 12 يوليو 2025


*** جائحة الكتب. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** جائحة الكتب. ***

بقلم الشاعر المتألق: سيد حميد عطاالله الجزائري 

*** جائحة الكتب. ***

✍️ سيد حميد عطاالله الجزائري

ما زالتِ الكتبُ تموتُ في مكتبةِ الحاج محمود،

وهو ينظرُ إلى أوراقها الصفراء تذبل،

وجِلْدُها يشيخ...

يحاربُ الفئرانَ بالمصائد،

بِماسحةٍ قديمة،

وفَرْدَةِ نعل!


الكتبُ تئنُّ في الرفوف،

تخنقُها السقوف...

لم يشترِ الأستاذُ الدكتور

سوى مُنَحِّفٍ لزوجه،

وحُمرةٍ سوداءَ للشفاه!


قائمةٌ تطول،

تحرقُ نصفَ جيبه،

وربما إن عاندتْ،

سيستدين...


لم يشترِ منذ زمانٍ

كُتيِّبًا صغيرًا،

يعتمدُ الآن على هاتفه:

فيقرأُ الكتبَ،

ويفقدُ البصر!


مكتبةُ الحاج محمود...

يتيمةٌ،

حاصرها التراب،

قاطعها الشباب!

ما باعَ حتى قصةً صغيرة

لطفلةٍ تُهدى لها...


مَن يشتري؟

برغم كثرةِ المثقفين،

الناسُ يشترون الدجاج،

ويسألون الطبيبَ

عن مُنَحِّفٍ،

وقصِّ معدةٍ بسيط!


لا يشترون غيرَ ذلكَ السِّوار،

لا يشترون غيرَ تِلكُمُ المِسبحة

بألف ألفِ دينار!


بيوتُهم تخلو من الكتاب،

كأنها مفازةٌ،

والكلُّ في يَباب...


تُهانُ في قارعةِ الطريق

كتبٌ أسيرةٌ، لا تُشترى!

كأنهنَّ جاريـاتٌ من الزنوج،

تُداسُ بالأقدام...

أقدامِ عابري السبيل!


تُهانُ في قارعةِ الطريق،

في البيوت،

في المدارس،

تُهانُ في العقول!


نموتُ لو تموت،

نموتُ لو تموت...

✍️ سيد حميد عطاالله الجزائري

توثيق: وفاء بدارنة 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق