(( لماذا ))
النادي الملكي للأدب والسلام
(( لماذا ))
بقلم الشاعر المتألق: غزوان علي
(( لماذا ))
لمـــاذا صرتِ جــرحًا في الغيابِ
لمــــاذا كنتِ سكّينَ العـــذابِ
لمـــــاذا صرتِ طاعـونًا مميتًا
يُمـــزّقُني كأنصالِ الحــرابِ
لمــــاذا صرتِ وحشًا بربريًّا
تركــتِ القلــــبَ كومًا مِنْ ترابِ
وما خنتُ الهــــوى قــولًا وفعلًا
جــزائي مِنْ معــــاليكِ اجتنابي
لمــاذا صرتِ سُمًّا في شـرابي
وحبلًا قــدْ تحكّـمَ في الرّقــابِ
لمــاذا صرتِ قيدًا حـولَ كف
حكمتِ على غــــرامي بالعقابِ
لمــاذا صرتِ ريحًا مِنْ سمومٍ
وقـبلًا كــنتِ عطرًا في إهــابي
لمـــاذا صرتِ غانيةً لعــــــوبًا
لهــا مليونُ وجهٍ في التّصابي
أرى انثى ولكــــــــنْ ليسَ انثى
أمـــامي ناظـــرٌ انثى الذّئابِ
تجيدينَ الهــــــوى فنًّا ومكــــرًا
كــشـــيطانٍ تخــــفّى في الثّيابِ
لماذا صرتِ دنيا مِنْ همـــــــومٍ
فهــــلْ عميتْ عيونُكِ عنْ مصابي
وهبتُكِ أجمــــــــلَ الأيّامِ عـندي
لمــا قدْ كنتِ أكذبُ مِنْ ســرابِ
وأرتقـبُ الجوابَ على ســؤالي
وثغــــرُكِ كمْ يماطلُ بالجــوابِ
مشاعـــــرُكِ الخريفُ إذا تجلّى
ولــونُ الغـــــدرِ في العينينِ نابي
وأطلقتِ الرّصاصَ على حياتي
رحلـــتِ بلا وعـــــودٍ بالإيابِ
فــلا تتوهّمي أنّي ســـأبكي
ولكنّي ســـأنهضُ مِنْ خـــرابي
ولا تتخــــيّلي أنّي كسـيرٌ
فألـفُ أميرةٍ تهــــــــوى طلابي
أُفارقُهــــا التي تسعى لقهري
ولـــو في كفِّها زهـــرُ الشّبابِ
أواصلُ مَنْ تمــيلُ إلى وصالي
وأمحوهــا التي تبغي عذابي
ولســتُ بمجتدي وصلًا بذلٍّ
أنا كالسّيفِ أزهـــو في قرابي
............
شعر ورسم / غزوان علي
توثيق: وفاء بدارنة


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق