*** أعتذر. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** أعتذر. ***
بقلم الشاعر المتألق: أحمد ميشو
*** أعتذر. ***
أعتذر منكِ، مولاتي...
أعتذر أن سميتكِ حياتي،
أعتذر أن قبّلتُ الأرض تحت قدميكِ.
أنا رجل من شرق بلاد الشام،
وأنتِ امرأة الحزن والوجع... وحتى الألم.
من أيّ حلمٍ نقلتِ لي هذه الحقيقة؟
أأنتِ من علّمتني أبجديّة الكلام؟
دعيني أغوص في عينيكِ،
دعيني أُنير بحبكِ عتمة الظلام.
انتهى الكلام،
وذلك الحب ما زال يُرسل لي كلماتٍ
أسافر معها إلى ياسمين الشام،
لأصطنع لكِ عطراً
تفوح رائحته في كلّ بقاع الأرض،
من أمريكا... إلى فيتنام.
أعتذر منكِ، سيدتي،
إن أردنا مع اليهود سلامًا،
فإذا حاكمتنا فلسطين... فهي لا تُلام.
أريد العاشق فيكِ،
من الألف إلى الألف،
أرحّب بكِ... فلمَ تُريدين لي الموت والعدم؟
لا تجعليني سيفًا بلا غمد،
فإنني لا أقبل أن أكون ضعيفًا...
قاطعًا بلا حسام.
وإن كان رجالٌ خائفين من الحرب،
يطلبون السلام،
فإنني رجل لا يقبل انكسارًا... ولا انهزامًا.
زوّدوني بسلاح،
وزفّوه لي في لباس الزفاف،
سأعود لها: أمّي شهيدة،
وأنا نصرٌ يمشي إلى بلاد الشام.
أعتذر منكِ، يا حبيبتي،
إن زاد بي العشق
حتى فعلتُ بجسدي كلَّ ما لا يُغتفر من الحرام،
وشممتُ صورتك نارًا على جلدي،
وتحمّلت لأجلكِ الأوجاع والألم.
أريد أن أقبّل الأرض حتى قدميك،
حتى تنادي النجوم،
حتى تنطق وتقول: يا سلام!
أحببتكِ أنتِ...
فهل أُتّهم بحبّك كأني مجرم؟
وقد قدّمتُ لكِ حبي
بكلّ أدبٍ واحترام.
سلامٌ أقولُه... قبل السلام،
أردتُ بحبكِ الحياة، لا الإعدام،
لكن لساني يحتار:
ماذا يقول من الكلام؟
أنا من أسّس قانونًا لحبك،
أنا من قتل الحُكّام،
أنا من أصدر الدستور... والأحكام!
قولي عني غلام،
قولي: وصل بحبه إلى الهُيام،
قولي: حرّر فلسطين بالأوهام!
قولي: عندما انتهى من اعترافه
بالحب،
هاجمه التعب... فاستلقى ونام.
أعتذر منكِ، سيدتي،
عن هذا الكلام،
فحبكِ يعشق الحرب،
ولا يقبل بالاستسلام.
لا يقبل بالانهزام،
ولا يقبل منّي اعترافًا
إن ظنّ أن بيننا
لا نور... ولا ظلام.
فحبكِ، واثقُ الخطى،
يثير في جسدي زلزالًا
يُزلزل الأرض تحتي،
وهو يسير إلى الأمام...
ليرفع راية الحرب...
فقد انتهى زمان الانكسار،
وانتهى زمنُ الهَزم!
الشاعر: أحمد ميشو
Ahmadmashi
توثيق: وفاء بدارنة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق