الجمعة، 11 يوليو 2025


***  فلسفة_الوسام. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** فلسفة_الوسام. ***

بقلم الشاعر المتألق: وسام طياره  السوري

***  فلسفة_الوسام. ***

بعض من أحببناهم بشدة.. لم يُؤخذوا منا، بل تُركوا فينا.. ليظل الوجع حياً بما يكفي ليذكرنا أننا عرفنا شيئاً يشبه المعجزة.. ثم خسرناه.


من نحبهم بشدة..

لا يخذلهم الغياب، 

بل يختارهم بدقة.. 

دقة..  تشبه قدر شاعر يكتب قصيدته الأخيرة.

يختطفهم كأنه يعرف تماماً: من هو الأغلى.. ومن هو الأعمق.. ومن إذا غاب، اهتز المكان، وتغير المعنى، وسقط الزمن من عينيك.


لم نحبهم عابرين،

ولا ناديناهم بأسمائهم فقط..

بل نادينا الحياة بهم.

تعلقنا بهم.. كمن يتعلق ببذرة الضوء في كهف،

كمن لا يرى الله إلا عبر ملامحهم.


لكنهم غابوا..

ليس لأنهم أرادوا،

ولا لأننا أخطأنا،

بل لأن الوجع لا يُعطى إلا لمن يقدر أن يحمله دون أن يتحول إلى حقد.


من نحبهم كثيراً..

لا يرحلون، بل يتحولون إلى شكل آخر من الحضور:

صمت نراه في وجوه الناس،

ظل نبحث عنه في ازدحام الطرق،

ضحكة نسمعها في الأغاني،

ونبض لا يزول حين ننادي: 

“هل أنت هنا؟” ولا يجيبنا أحد.


إنه الغياب الذي لا يُعطينا فرصة النسيان،

بل فرصة الفهم.

أن الحب لا يُنقص حين يُخذل،

بل يُقدس حين يظل حياً، 

رغم أن من أحببناه.. لم يعد.


فأعمق الغياب.. 

ليس أن يرحل من نحب، 

بل أن يظل فينا حياً، دون أن يعلم.

فلا تسأل: لماذا اختارهم الغياب؟

بل اسأل: لماذا بقي حبهم، رغم الغياب، أجمل ما فيك؟

Wissam Syrian 

#بقلمي: وسام طيارة السوري

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق