الأربعاء، 9 يوليو 2025


*** هديّة من مجهول ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** هديّة من مجهول ***

بقلم الشاعرة المتألقة: فاطمة البلطجي 

---

*** هديّة من مجهول ***

أراه بأمّ عيني يسير نحوي

وبيده باقةُ وردٍ يقدّمها لي


باقةُ وردٍ... هديّة؟

ما هذه الرومانسية؟


التفتَ ونادى عليّ:

"تفضّلي"، وأشار إليّ


من عساك تكون؟

فذاكرتي ما عادت قويّة،

وببساطةٍ تخون،

ليست كالأمس عفيّة


نظر نظرةً تساؤليّة

فيها العتابُ جليًّا


ضممتُها بحنّيّة

لثمتُ واحدةً ليلكيّة

وهمستُ لأخرى زهريّة


جلستُ على كرسيٍّ عتيق

أتساءل: أهي من صديق؟

أم من عابر طريق؟

أم في المدرسة كان رفيق؟


أذكر منهم ابن الجيران

لا علم لي، لما خطر ببالي الآن


كنّا في الملجأ نحتمي

أنا وإخوتي وأمّي وأبي


لم يكن من ديني

وما كان الأمر يعنيني


رغم أنّ مثلنا

في الخارج يتقاتلون

مسلمون ومسيحيّون


وقنّاص الأشرفيّة

يصوّب على حيّنا بعلنيّة


والجثث هنا وهناك مرميّة

بحالةٍ فوضويّة


ونحن نتسلّى بالقصص

بالشطرنج، بالورق، بالصور


كنّا صغارًا نسمع الأخبار

ونتابع الحدث باستمرار

لنعرف التجدّدات الأمنيّة


همّنا الرغيف، لا الذخيرة

والذي ارتفع ثمنه إلى الليرة


لنَعُدْ لموضوعنا

قالوا إنّه نجا كما نجونا

وقالوا: مات، وقالوا: اغتنى


ربّما أستاذي في المدرسة

كان يعلّمنا الهندسة

يبتسم كلما رآني لشرحهِ مركّزة


هراءٌ هذا؟ أم ماذا؟

ربّما أصبح جدًّا

وبالشيب رأسُه اكتسى

وربّما... مات وانْتُسى


إذًا، من يكون

ذاك الذي بي مفتون

ويعرف للوردِ حبّي بجنون؟


مهلًا!

ربّما حبيبي الذي راح

أَوَتعودُ حقًا الأرواح؟


لكنه قبل الموت الموعود

لم يَعُد يحضر الورود

ظنّ أنني ما عدتُ صغيرة

لتغريني تلك العروض


إذًا من عابرُ الحدود

الذي أهداني الورود؟


سأنتظر حتى يعود!

أو ربّما... لن يعود 💝


بقلم : فاطمة البلطجي

لبنان / صيدا

توثيق: وفاء بدارنة 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق