الجمعة، 11 يوليو 2025


((  فِي بَرِيدِ التَّواضُع ))

النادي الملكي للأدب والسلام 

(( فِي بَرِيدِ التَّواضُع ))

بقلم الشاعر المتألق: د.عارف تَكَنَة 

كَتَبَ الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد في قصيدته ما يلي: 

لا تطرُقِ  البابَ..  تَدري   أنَّهُم   رَحَلوا

خُذِ   المَفاتيحَ   وافتحْ،  أيُّها   الرَّجلُ !


أدري  سَتذهَبُ..  تَستَقصي  نَوافِذَهُم

كما   دأبتَ،   وتسعى   حَيثُما   دَخلوا


تُراقِبُ  الزَّادَ.. هَل  نامُوا   وَما   أَكَلُوا؟

وَتُطفِئُ   النُّورَ..  لَو..  لَو  مَرَّةً   فَعَلُوا 

........................................................................

على ذاتِ البحر والرَّوِي، خَطَّ قَلَمي القصيدةَ التالية:

..........................................................

(من البحر البسيط)

بِقَلَم د.عارف تَكَنَة 

  ((  فِي بَرِيدِ التَّواضُع ))

لا  تَتْرُكِ  التِّيهَ   يَسرِي  كَيفَما  حَجَلُوا(١)

دَعِ  الْغَطارِيسَ؛ دَعْهُمْ   بَعدَما  سَبَلُوا 


يُزْزِي  التَّرَفُّعُ.   يَستَصغِرْ    شَوامِخَهُ 

أَنَّىٰ   تَجِدْهُ    فَذَاكَ   الْبَأْوُ    وَالسَّفِلُ(٢)


تَشامَخَ  الْفَخْرُ   وَاسْتَعدَىٰ  صَواحِبَهُ 

عَلَىٰ  النَّواقِرِ،  قَدْ   أَعواهُ  ذا  الصَّلَلُ 


لَمَّا    تَصَعَّرَ   خَدُّ   التِّيهِ -  فِي   خَبِلٍ - 

للنَّاسِ، نَغَّصَ مَنْ فِي الْأَرضِ ذا الْخَبَلُ


إِنَّ  الْمُشِيحَ  بِوَجهِ الْبَجحِ - فِي جَبِخٍ -(٣)

رَغْمَ  التَّبَجُّحِ  قَدْ   أَردَاهُ   ذا   الذَّلَلُ


وَقَدْ   تَحَمْلَقَ  جَفْنُ  الزَّهْوِ   غَطرَفَةً 

وَما     تَرَمَّشَتِ    الْأَجفانُ    والْمُقَلُ 


إِنَّ     التَّبَخْتُرَ    ذاكَ    الْلَّجُّ    أَحثَلَهُ  

كَما  الْغَرِيقِ  وَقَدْ  أَعماهُ  ذا   الحَثَلُ   


غَرقَىٰ الْفَخارِ وَقَدْ غاصَتْ حوافِرُهُمْ 

تَخَبَّطُوا  بِمَطِينِ  السَّيرِ   إِذْ   وَحِلُوا


طَيَّانُها    وَمَضِيضُ   الْغَوصِ    آلَمَهُ 

قَدْ  لاسَ  عَلْقَمَهُ  مِنْ   بَعدِما  نَزَلُوا


عَيَّتْ   مَزارِيبُها  مِنْ  حَيثُ طَمْرَتُها 

كَما    تَدَرَّسَ  مِنْ   خَيلائِها   الطَّلَلُ 


فَمَنْ    يُطِلُّ    عَلَيها   بَعدَ   غاشِيَةٍ 

إِنَّ    التَّأَبُّهَ   قَدْ   أَزْرَتْ   بِهِ   الْعِلَلُ


فَالْبَجحُ قَدْ باتَ شَجوًا حِينَ حَسَّرَهُ

بَوْنُ  التَّباجُحِ إِذْ  أَفْرَى بِمَنْ  دَحَلُوا(٤)


شَجا  بِهِ  كُلُّ  مَبْجُوحٍ  وَما  وصَلُوا  

وقَدْ  تَناءَوْا  بِذاتِ  الْبَينِ. ما  وَثَلُوا(٥)


قَوْسُ التَّباهِي وَقَدْ  شُقَّتْ  مَقابِضُهُ 

إِنَّ  الْهَضِيضَ بِذا  الْمَهْشُومِ  مُنْخَزِلُ


تَهَيَّضَ الرُّمْحُ  مِنْ كَسرٍ  وَما  جَبَرُوا

وَقَدْ   تَناثَرَ   نَبلُ   الزَّهْوِ   إِذْ  نَثَلُوا(٦)


دَقُّ   النَّواقِيسِ أَوْعَىٰ  بَعضَ جانِبِهِ  

بِها   تَعالَتْ  عَلَىٰ  صَيحاتِها   الْعِوَلُ


تَخاشَعَ الْفَخْرُ. هَلْ تُجدِي استِكانَتُهُ؟! 

لَكِنَّهُمْ  بِاحتِدادِ   الْحَردِ   قَدْ  رَحَلُوا


إِنَّ التَّواضُعَ  قَدْ  أَعلَىٰ  وما اتَّضَعَتْ

بِهِ   الْبَواذِخُ   إِذْ   يَأْلُوا   بِها   الزَّلَلُ(٧)

 

                        بِقَلَم 

                  د.عارف تَكَنَة 

...................................................

(١): حَجَلُوا: تَبَختَرُوا. غَطارِيس: جَمْع غِطْرِيس: والغِطرِيسُ: الْمُتَكَبِّر. سَبَلَ: سَبَّ. 

(٢): البَأْوُ: الْكِبَرُ والْفَخرُ: قَزَّهُ: وثَّبَهُ. 

(٣): جَبِخ: مُفرد لصيغة مبالغة مُشْتَق من الفعل (جَبَخَ). وجَبَخَ: تَكَبَّر. 

(٤) أَفرى الشَّيءَ: شَقَّهُ وقَطَّعَهُ. دَحَلَوا: تَباعَدُوا 

(٥) وَثَلَوا: وَثَلَ صاحِبَهُ: وَصَلَهُ، أَعطاهُ. 

(٦): نَثَلُوا: نَثَل كِنانَتَهُ: استخرجَ ما فِيها من النَّبل.  

(٧): الْبَواذِخ: جِبالٌ بَواذِخ: أي عالِيَةٌ شامِخَة.

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق