*** مهدُ الحُبِّ. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** مهدُ الحُبِّ. ***
بقلم الشاعر المتألق: عصام سرور
*** مهدُ الحُبِّ. ***
بقلم: عصام سرور
حبيبتي،
لا تسأليني عن حالتي
أو عن تلك، أو التي،
ودعيني أموت في علّتي
وأكتم الألم في نيّتي،
فأجمل أوقاتي، وأسعد لحظاتي،
حين أتعبّد في صومعتي،
أعيش اللحظة، أذوق النشوة،
فأسترجع ذاكرتي،
أحترق ببطء فوق نيران
الشوق في مخيّلتي،
فأطير مع هيام الحب،
وألتفّ حول دارِتي،
أرتشف من كأس العشق،
فلا أكاد أستسيغه، فأرتقي
إلى أسمى، وأجمل، من ذاك الذي
أحسّ به، وتراه مُقلتي،
إلى حُبٍّ عُذريٍّ مقدّسٍ،
حُلْوِ المذاق، فيه تكمُل سعادتي.
فقد ولّى عهدُ الصِّبا، واندثر
تحت صمت المعاني في حكايتي،
فجمعتُ دفاتري، وقصاصات أوراقي،
وكلّ عتيقٍ من ذكرياتي،
وأحرقتها فوق وهج
حُبِّك الآتي،
وطلّقتُ كل نساء الدنيا،
وأعتقتُ العبيدَ والجارياتي،
وأقسمتُ في نفسي أن
تكوني آخرَ حبيباتي،
فليس ما قبلكِ باقي،
ولا الذي بعدكِ آتِ.
وركبتُ في قطار الهوى،
فكنتِ أنتِ آخرَ محطّاتي،
واختزنتُ شوقَ الحبِّ
من سُودِ عيناكِ،
فشققتُ له مكانًا في لبِّ القلب،
وشرنقته بشريان بقائي،
وأفضتُ عليه غبطتي،
وسقيتُه من ماءِ حياتي،
ليبقى وليدَ ساعةٍ، فترافَ الروحُ
من حاله حتى مماتي،
فإذا بكى يومًا لأمرٍ، أرضعتُه
لبنَ الوجدان، ولطفَ حناني،
ومهّدتُ له في البطينين فراشه
من وريدِ العشق الصافي،
فنمْ بأمنٍ وسلام، فسجين القلب
لا وقتَ له، ولا ساعاتي،
فإذا كبرتِ يومًا، فسيكبر قلبي كلّما كبرتِ،
وستزداد لهوايَ في جنّاتي،
وستبقين وليدةَ ساعةٍ لفظتكِ الدنيا
من رَحِمِها، ورمتكِ فوق عتباتي.
بقلم : عصام سرور
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق