الخميس، 10 يوليو 2025


✍️ "حلاوة استئناس"

النادي الملكي للأدب والسلام 

✍️ "حلاوة استئناس"

بقلم الشاعر المتألق : محمد ختّان 

---

✍️ "حلاوة استئناس"

أيها الهوى الغلّاب، جئتَ إليّ

وكُلِّي شغفُ الحنين للهيام

عازمٌ على تغييرِ أحوالِ الوحدة

مُهيمِنٌ على الأوضاعِ والأحوال،

فارِضٌ حقَّ اللجوء إلى الوطن.


جئتَ إليّ ببشارةِ النسيم،

يفوحُ عطرًا لا بديلَ له،

يَعبقُ في الصعيدِ صدى الأزهار،

ويملأ الأرجاءَ صخبَ الشمائل.


جئتَ إليّ بيقينِ السكنى،

بما ادَّخرْتَه من عُفوانيّة القلب،

وسذاجةِ العواطف في أزمنةِ النمو،

طائشًا بين سراديبِ المراهقة،

فارغًا الفكرَ، والشعورَ، والأعماق.


جئتَ إليّ والنفسُ تهفو إلى نَبضٍ

يُرفرِفُ، محلِّقًا في عمق الأرجاء،

يستشعرُ قيمةَ الوجودِ والانتماء،

يُطرِبُ أنغامًا بِمعزوفةِ لحنِ الخلود،

يصولُ ويجولُ في رُبوعِ الكيان.


جئتَ إليّ، وطيشُ الشبابِ مفعمٌ

بِبراءةِ النضجِ ومراحلِ التكوين،

يرجو التلذُّذَ بطعمِ حلاوةِ الاستئناس،

يودُّ تغييرَ أحوالِ ولهفاتِ الفؤاد،

ويدخلني متاهةَ النداءِ في قاعةِ الانتظار.


جئتَ إليّ بمحضِ الصدفة، دون ميعاد،

تنشدُ تغريداتِ الوصالِ في صحوةِ الوجدان،

تجوبُ أروقةَ الإحساسِ المتلهِّفِ للحنين،

تتدفّقُ شظايا اللوعةِ وظمأُ الخوالج،

تُغيّر الأحوالَ، وتملأ الأريجَ نبضاتٍ.


جئتَ إليّ بوهجِ الهيامِ الغامر،

يفيضُ بالمعمورِ حدَّ الغرق،

يَجرفُ نَبَعَاتِ العواطفِ المخزونة،

يُلامسُ اللاشعورَ النائمَ في سبات،

يمنحُ الإثارةَ لطقوسِ العِشق.


فهل تُسعدُ ولهي ولهفةَ الارتواء؟

وتجدّدُ برفقتي نبعَ خفقاتِ الغرام؟

وتُعطي آفاقًا واسعةً وأماني الانتماء؟

أم أنَّ تحدّياتِ الزمنِ، والظروف، والفصول...

---

بقلم: محمد ختّان – المغرب

📅 2/7/2025

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق